و من صحيفة الأوبرزرفر البريطانية نقرأ مقال لكنان مالك بعنوان “المسلمون ليسوا فئة مختلفة من البريطانيين”.
ويستهل مالك مقاله قائلا “هذا يوضح أن بالإمكان أن تكون مسلما وغربيا.القيم الغربية تتماشى مع الإسلام”، هذا ما قاله صادق خان بعد فوزه بمنصب رئيس بلدية لندن.
ولكن مالك يستدرك أن تريفور فيلبس، المفوض السابق لتكافؤ الفرص وحقوق الإنسان، لديه تصور متشائم لدور المسلمين في المجتمع الغربي. ويضيف أن فيلبس يتحدث عن “هوة سحيقة بين المسلمين وغير المسلمين”، كما تحدث عن “خلق المسلمين دولة داخل دولة، بجغرافيتها الخاصة وقيمها المنفصلة ومستقبلها المنفصل”.
ويضيف مالك إنه على الرغم من الرؤية القاتمة للمسلمين في بريطانيا التي يراها فيلبس، إلا أنه يتفق معه في بعض النقاط، حيث لا يجب التوقف عن نقاش دور المسلمين في المجتمع البريطاني خشية حساسية الأمر.
ويقر مالك أن الكثير من المسلمين في بريطانيا تغير، ولكن في اتجاه المحافظة الاجتماعية والدينية، فمنذ ثلاثين عاما كان المسلمون في بريطانيا اكثر تفتحا وانفتاحا على الغرب وكانت أغلبية النساء المسلمات في بريطانيا لا ترتدي الحجاب.
ويضيف أن أغلبية الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين كانت أيضا من العلمانيين الذين تشغلهم القضايا السياسية والحصول على المساواة في المجتمع.
ويضيف أن التغير في الصورة بدأ في الجيل الذي بلغ الشباب في الثمانينيات، حيث بدأ يفكر في الاختلاف الثقافي وبدأ المسلمون في بريطانيا يرون أنفسهم “كمجتمع مسلم”.
ويقول مالك إن ليبرالية رئيس بلدية لندن الجديد أصبحت تمثل رأي الأقلية داخل المجتمع الإسلامي البريطاني، ولكن هذا لا يعني أن أسلامه أقل أو أكثر صدقا من هؤلاء الرافضين للمثلية الجنسية.
ويختتم مالك مقاله قائلا إن أهم ما اظهره انتخاب خان لم يكن أنه أول مسلم يشغل هذا المنصب، ولكن أن دينه لم يكن ذا حيثية لدى الناخبين الذين أدلوا باصواتهم. ويقول إنه عندما نتعامل مع قيم الآخرين دون النظر إلى هوياتهم الدينية، هذا هو التقدم.
المصدر: بي بي سي عربي