أنعش النادي الأهلي آماله في بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، بالفوز على مضيفه الوداد المغربي (1ـ0)، في المباراة التي جرت بينهما مساء الأربعاء، لحساب المرحلة الرابعة بالمجموعة الأولى بدور المجموعات.
ويدين الأهلي بفوزه إلى رامي ربيعة، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة (35).
ورفع الأهلي رصيده إلى النقطة الرابعة بالمجموعة، متساويًا مع آسيك العاجي، فيما توقف رصيد الوداد عن 7 نقاط، وهو نفس رصيد زيسكو الزامبي.
ويعد فوز الأهلي على الوداد، انتصارًا تاريخيًا، حيث إنه الفوز الأول للفريق القاهري، على أي فريق مغربي يشارك ببطولة أفريقيا، حيث لم يسبق للأهلي أن فاز على أي من الأندية المغربية المشاركة بالبطولات الأفريقية، إذ أنهى كل مواجهاته بالمغرب، إما خاسرًا أو متعادلاً على أفضل تقدير.
دخل الوداد المباراة، وهو متحفظ، بعض الشيء، حيث إنه يدرك أن الخروج بالتعادل، يبقيه على صدارة المجموعة، لكنه كاد أن يتقدم عن طريق وليد الكرتي، في غفلة من دفاع الأهلي، الذي أساء التعامل مع كرة وصلته ، بعدما حاول أن يلعبها من فوق الحارس الأهلاوي، الذي فطن لحركته.
بدأ النادي الأهلي متحكما في زمام المباراة و استحوذ بنسبة عالية على الكرة خلال أول ربع ساعة و كان الطرف الأفضل، إذ ظهر تجانس كبير بين لاعبيه بإحكام المنافذ و الأقفال بخط دفاع أمام الحارس أحمد عادل عبد المنعم و بالمراهنة على غلق الرواقين اللذان شغلهما أحمد فتحي و صبري رحيل، إذ قرأ مارتن يول مكامن القوة بنادي الوداد عبر أجنحته.
وتباطأ مؤمن زكرياء بشكل غريب خلال الدقيقة 15 بعدما توصل بكرة على مشارف المعترك و تأخر على مستوى تسديدها صوب مرمى العروبي.
رد فعل الوداد لم يتأخر إذ ناور الحداد بالجبهة اليسرى ليخترق معترك العمليات و بدوره غلب جانب الرعونة و ليتأخر على مستوى التسديد صوب مرمى أحمد عادل
وببلوغ الدقيقة 25 غلب التكافؤ على المباراة و ظهر جليا أنه من سيحسم معركة خط الوسط سيعلن فائزا بنزال اختلفت فيه رهانات و حسابات كل طرف، بين مناقشة الوداد لمباراته بارتياح و بين مراهنة الأهلي على النزال كونه الفرصة الأخيرة للإبقاء على حظوظ التأهل للمحطة الموالية.
تحمل المخضرم حسام غالي كل العبء بخط الوسط من جانب الأهلي في ظل اعتماد مدرب الوداد جون توشاك ورقة الضغط العالي على حامل الكرة.
وحملت الدقيقة 26 ملمحا من ملامح فكر توشاك المعتمد على المرتدات الخاطفة ، بعدما تسلل هجهوج من الجهة اليمنى ليمرر بشكل رائع كرة قطرية باتجاه أونداما الذي سددها على الطاير و انبرى لصدها الحارس أحمد عادل.
ولنشهد خلال آخر 10 دقائق طفرة في أداء الأهلي الذي عاد ليهيمن على مجريات المباراة و يفرض صمتا بمدرجات ملعب الأمير عبد الله بالرباط،و لتتاح أمام أحمد فتحي أول فرصة ليجرب حظه مع التسديد و بقوة فرضت على حارس الوداد لعروبي التعامل معها بحذر و كان ذلك بحدود الدقيقة 36.
أمام هذا المتغير في سير المباراة تدخل توشاك ليصحح بعض من اختلالات تمركز لاعبيه و خاصة اللاعب وليد الكرتي نقطة ضعف الفريق بخط الوسط،في محاولة لفرملة تقدم المنافس و ليحافظ على أقل على تقدير على مكسب التعادل قبل انتصاف المباراة.
ظهرت رعونة لاعبي الوداد جلية في الدقيقة 42 بعدما أبعد المخضرم النقاش الكرة من معترك عمليات فريقه بطريقة سيئة للغاية اصطدمت على إثرها بساق عبد المؤمن و كادت تخدع حارس الوداد لعروبي الذي تابعها و هي تلامس القائم الأيمن و تغادر خارج المستطيل الأخضر.
الجولة الأولى و على إيقاعات مباريات الملاكمة انتهت بتفوق الأهلي بالنقاط و خلف المردود الفني المتواضع للوداد حالة قلق لدى أنصاره الذين أسال مهاجمو الأهلي لهم العرق البارد في فترات طويلة من المباراة.
و كما بدأت الجولة الأولى حملت الثانية مؤشرات على قوة الأهلي ورغبته الجامحة في تحقيق انتصار مهم يعيده من بعيد لأجواء التنافس على بطاقة التأهل للدور المقبل.
ضربة خطأ جانبية بالدقيقة 46 للأهلي على يسار الحارس لعروبي حملت الخبر السار لفريق القرن بعدما قفز اللاعب ربيعة فوق الجميع و ليحول برأسه كرة مسددة بروعة من وليد سليمان، لمرمى حارس الوداد معلنا أول أهداف المباراة و هو الدف الذي جسد استحقاق الطرف المصري للأفضلية بالنزال.
وعاد الزئبق وليد سليمان ليعلن نفسه أخطر لاعبي الأهلي بالدقيقة 55 بعدما تسلل بروعة من الجهة اليسرى و ليمرر باتجاه مؤمن زكرياء المنطلق بقوة قبل تدخل دفاع الوداد لإحباط الهجمة التي كادت تطلق رصاصة الرحمة على آمال الفريق المغربي،قبل أن يكرس هذا اللاعب نفسه نجما للمباراة من دون منازع بعدما قنبل مرمى لعروبي و الأخير يخرج كل طاقاته ليبعدها للزاوية.
و في واحدة من المفارقات الغريبة في كرة القدم سيقدم الويلزي توشاك على إجراء ثلاث تغييرات دفعة واحدة نصف ساعة قبل نهاية المباراة بسحب هجهوج و الكرتي و الحداد و الدفع بأوراق كيتا و الخضروف و أوناجم و لتضيع منه ورقة شيكاتارا النيجيري بسبب سيناريو المباراة الذي لم يتوقعه.
غابت الحلول عن لاعبي الوداد الذين غلب عليهم التسرع في ظل اعتماد مدرب الـأهلي مارتن يول تقليص المساحات بين لاعبيه و هو ما صعب مهمة إدراك التعادل.
و ليعود الأهلي بانتصار هام من العاصمة الرباط صحح من خلاله أوضاعه بمجموعته و ورط الوداد في حسابات معقدة و هو من راهن على الفوز لحسم تأشيرة دور ما قبل النهائي بقواعده.
المصدر: وكالات