أكدت صحيفة “الأهرام” في افتتاحيتها الصادرة صباح اليوم /الخميس/، أن اقتحام الأقصى يقوض الأمن والاستقرار وينذر بعواقب وخيمة على عملية السلام.
وتحت عنوان “اقتحام الأقصى يقوض الأمن والاستقرار”، ذكرت “الأهرام” في افتتاحيتها، أن قيام وزير الأمن القومى الإسرائيلي إيتمار بن غفير بانتهاك واقتحام المسجد الأقصى خطوة استفزازية غير مقبولة وغير مبررة وتمثل تهديدًا للأمن والاستقرار وتنذر بعواقب وخيمة خاصة على عملية السلام، وتحمل دلالات خطيرة.
وأشارت إلى أن أولى هذه الدلالات أن الخطوة تأتي من مسئول رسمي في الحكومة الإسرائيلية وتحت حراسة الشرطة وبرفقة المتطرفين، وهو ما يعني الافتقار إلى الحكمة والرشادة والاندفاع والتهور دون حساب لعواقب الأمور.
وأضافت أن ثاني هذه الدلالات أنها تعبر عن توجه رسمي وهو ما يعد انتهاكا خطيرا للثوابت والقوانين الدولية التي تمنع وتحظر أي مساس بالوضع القانوني للأماكن المقدسة خاصة المسجد الأقصى.
وتابعت أن هذا ما أكدته قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، والتي تعتبر أن المسجد الأقصى هو منطقة إسلامية خاصة بالمسلمين، كما أن القدس الشرقية مدينة محتلة ولا يجوز لسلطات الاحتلال تغيير الوضع القانوني ديموغرافيا لها، وأن كل ما تقوم به تعد باطلا، كما أكد ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2334، ولذلك فإن سياسة فرض الأمر الواقع ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تعد انتهاكا خطيرا لكل المرجعيات الدولية.
ولفتت إلى أن ثالث هذه الدلالات تكمن في قيام وزير في الحكومة الإسرائيلية بمثل هذه الانتهاكات الجسيمة للمسجد الأقصى دون اتخاذ إجراءات عقابية أو ردعه يعنى تشجيعا للمستوطنين والمتطرفين لزيادة انتهاك الأماكن المقدسة وهو ما يمثل استفزازا صريحا للفلسطينيين ويدفع الأمور في اتجاه التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أي طرف، كما أنه يهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت “الأهرام” أن المسجد الأقصى لا يمثل أهمية للفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومثل هذه الانتهاكات تصب الزيت على النار وتؤجج التوتر، ومن المهم أن تتجنب الحكومة الإسرائيلية مثل هذه الاستفزازات، وأن تلتزم بتعهداتها الدولية في الحفاظ على الوضع القانوني للقدس، وهو ما طالبت به الدول العربية والمجتمع الدولي.
واختتمت الصحيفة أن تحقيق الأمن والاستقرار لن يكون عبر سياسة فرض الأمر الواقع أو عبر هذه الاستفزازات الخطيرة وغير المسئولة، وانتهاك الأماكن المقدسة، وإنما من خلال تحقيق السلام العادل والشامل الذي يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 في إطار حل الدولتين، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار للجميع.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )