دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش العالم إلى المضي أبعد من التعاون واعتماد “اقتصاد حرب” لمكافحة كوفيد-19، لدى افتتاحه الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، في وقت باتت الهند ثالث دولة تتخطى حصيلة الوباء فيها 300 ألف وفاة.
وقال جوتيريش أمام الاجتماع السنوي المنعقد عبر الإنترنت حتى الأول من يونيو (حزيران) في جنيف، “إننا في حرب ضد فيروس، نحتاج إلى المنطق والعجلة اللذين يمليهما اقتصاد الحرب لتعزيز إمكانيات أسلحتنا”.
من جهته، دعا المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى أن يتم تلقيح 10% من سكان كل بلد بحلول سبتمبر (أيلول)، مبدياً أسفه لاحتكار “مجموعة صغيرة من البلدان” اللقاحات.
وأسفر الوباء الذي لا يزال منشأه موضع تساؤلات، عن أكثر من 3.45 ملايين وفاة في العالم بحسب الأرقام الرسمية، فيما تعتبر منظمة الصحة أن الحصيلة قد تبلغ “حوالى 6 إلى 8 ملايين” وفيات سواء مباشرة أو غير مباشرة.
وشدد جوتيريش على أن الأزمة الصحية تسببت بـ”خسارة حوالى 500 مليون وظيفة، وشطب آلاف مليارات الدولارات من حسابات الشركات”، مؤكداً أن “الأكثر ضعفا هم الأكثر معاناة وأخشى أن تكون النهاية لا تزال بعيدة”.
وطلب من مجموعة العشرين تأليف فريق عمل يجمع الأطراف الأساسية لإنتاج اللقاحات، محذراً من أن حصول موجات إصابات جديدة قد يؤدي إلى “إبطاء تعافي الاقتصاد العالمي” إذا واصل الفيروس الانتشار والتحوّر في الدول الفقيرة.
تسريع حملات التلقيح
وتعهدت دول مجموعة العشرين وكبار منتجي اللقاحات وصندوق النقد الدولي الجمعة خلال قمة حول الصحة نظمتها الرئاسة الإيطالية للمجموعة والمفوضية الأوروبية في روما، بتسريع حملات التلقيح في الدول الفقيرة.
وفي آسيا، باتت الهند ثالث دولة في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل، يحصد فيها كوفيد-19 أكثر من 300 ألف شخص، من أصل أكثر من 26.7 مليون إصابة، فيما يعتقد العديد من الخبراء أن حصيلة الوفيات أعلى بكثير من الأرقام الرسمية.
وفي اليابان التي تواجه موجة رابعة من الإصابات، فتح الإثنين أول مراكز التلقيح الجماعية سعياً لتسريع حملة التطعيم التي تواجه انتقادات لبطئها الشديد، إذ يقتصر عدد الذين تلقوا جرعتي اللقاح على 2% من السكان بالمقارنة مع 40% في الولايات المتحدة و15% في فرنسا، وذلك قبل أقل من شهرين من انطلاق أولمبياد طوكيو في 23 يوليو (تموز).
على الصعيد الأوروبي، أعلنت فرنسا أن الاتحاد الأوروبي الذي أغلق حدوده الخارجية منذ مارس (آذار) 2020 أمام الرحلات “غير الأساسية”، سيقر في التاسع من يونيو (حزيران) قائمة الدول غير الأوروبية التي سيُسمح لرعاياها والمقيمين فيها الذين تلقوا جرعتين من اللقاحات المعتمدة أوروبياً، بالسفر بحريّة إلى التكتّل في إطار الشهادة الصحية التي اتفقت عليها الدول الـ27 الأربعاء.
وإلى هذه “القائمة الخضراء” سيتم اعتماد قائمة “برتقالية” و”حمراء” تتضمنان المزيد من القيود، ومن الدول المدرجة في القائمة الحمراء البرازيل والأرجنتين والهند.
أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فإن فرنسا تدرس تدابير على ارتباط بتفشي المتحوّر الهندي الذي دفع ألمانيا إلى فرض قيود منذ الأحد على المسافرين القادمين من هذا البلد من ضمنها إخضاعهم لحجر صحي لأسبوعين.
في المقابل، تشرع إسبانيا أبوابها للسياح البريطانيين الذين تستقبلهم منذ الإثنين بدون وجوب إجراء فحص لكشف الإصابة بكوفيد، إضافة إلى القادمين من أستراليا والصين وكوريا الجنوبية وإسرائيل واليابان ونيوزيلندا ورواندا وسنغافورة وتايلاند وهونغ كونغ وماكاو.
وعلى غرار اليونان، ستبدأ إسبانيا باستقبال “جميع الأشخاص الملقحين” اعتباراً من السابع من يونيو (حزيران) بمعزل عن بلدهم.
وفي بريطانيا، الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً جراء الوباء الذي حصد فيها أكثر من 127 ألف شخص، واجهت استراتيجية رئيس الوزراء بوريس جونسون في مكافحة كوفيد-19 انتقادات شديدة من مستشاره السابق دومينيك كامينغز، قبل ثلاثة أيام من جلسة استماع أمام لجنة برلمانية.
وبعد أوروبا التي سجلت 1.12 مليون وفاة، تخطت حصيلة الوفيات في أمريكا اللاتينية والكاريبي مليون وفاة الجمعة. وبلغ عدد الوفيات 614.898 وفاة في الولايات المتحدة وكندا، و443.497 في آسيا، و140.211 في الشرق الأوسط، و128.250 في إفريقيا، و1094 في أوقيانيا.
من جهتها، فرضت الأرجنتين مجدداً السبت حجراً كاملاً لتسعة أيام. وفي البرازيل، تصدّر الرئيس جاير بولسونارو واضعاً خوذة ولكن بلا كمامة، موكب متظاهرين على دراجات نارية الأحد في ريو دي جانيرو، وذلك بعدما فرضت عليه غرامة الجمعة لمشاركته بدون كمامة في تجمع في ولاية مارانهاو بشمال شرق البلاد.
وفي الشرق الأوسط، تعتزم إسرائيل رفع كل القيود الصحية اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران)، لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء فيها. أما القيود المفروضة على المسافرين الوافدين، فتبقى سارية وقد يتم تعزيزها بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفيروس.
أعراض جديدة
وعلى صعيد اللقاحات، أفادت السلطات الصحية الأمريكية عن حالات نادرة من الإصابات بالتهاب في عضلة القلب بمشكلات في القلب الأسبوع الماضي لدى فتيان أو شبان تلقوا لقاحات ذات تقنية الحمض النووي الريبي المرسال من نوع “فايزر/بايونتيك” و”موديرنا”، من دون أن يتم التثبت في الوقت الحاضر من ارتباطها باللقاح.
وأعلن رئيس مختبرات موديرنا الأميركية ستيفان بانسيل، أن الشركة ستقدم “في مطلع يونيو (حزيران)” طلب ترخيص إلى الاتحاد الأوروبي لاستخدام لقاحها لمن تراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.
وتسمح أوروبا حاليا باستخدام لقاح فايزر فقط للفئة العمرية ما بين 16 و18 عاماً، وقدمت الشركة طلباً لاستخدامه لمن تراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً أيضاً.