تحالفت قوى الطبيعة والطقس والأمطار مع مبادرة مقاطعة الشراء من جانب المواطنين التى دعا إليها جهاز حماية المستهلك، مما جعل ما يَقرب من 8% من المحال التجارية بالعاصمة تغلق أبوابها بسبب الأمطار الغزيرة التى شهدتها القاهرة
كان اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، قد دعا لمبادرة يوم دون شراء المحدد لها اليوم الأول من ديسمبر كتجربة أولى لنشر ثقافة مقاطعة استغلال التجار الجشعين للمستهلكين.
من جانبه أعرب رئيس جهاز حماية المستهلك، عن سعادته بحجم المشاركة من قبل المواطنين في المبادرة التي أطلقها؛ لمقاطعة الشراء يوم 1 ديسمبر.
وقال يعقوب إنه (من خلال متابعاتنا نؤكد على أن هناك تجاوب أكثر من رائع من جانب المواطنين مع المبادرة)، مشيرًا إلى قيام بعض الجمعيات الأهلية بإرسال صور للجهاز من الأسواق تؤكد نجاح المبادرة.
وأضاف، أن مركز بصيرة لاستطلاعات الرأي العام أجرى استطلاعًا عن مشاركة المواطنين بهذه المبادرة، وتوصل إلى أن 73% من المواطنين موافقون على المشاركة بها.
وأوضح: هذه المبادرة ليست أجندة سيتم التعامل بها؛ لضبط الأسواق، لكنها مجرد رمز، يعكس حقيقة ما نراه في الأسواق، حيث أن سعر السلع أكبر بكثير من قيمتها.
في الوقت نفسه وعلى سبيل المثال سأل المواطنين والتجار في حي السيدة زينب حول رأيهم في المبادرة وهل تم تنفيذها أم لا إلى جانب توقعاتهم زيادة أو انخفاض في أسعار السلع خلال الفترة المقبلة.
أقر مواطنون بأنهم أقبلوا على الشراء لسد احتياجاتهم اليومية، رافضين فكرة مقاطعة الشراء اعتقادًا منهم أنه ليس هو الحل، قائلين فين الرقابة، والحكومة لو شافت شغلها التجار هايخافوا وهيقللوا الأسعار، المقاطعة كلام فاضي.
أما التجار فمنهم من يسير حركة البيع والشراء لديهم بشكل منتظم، ومنهم من يخبئون بضائعهم من مياه الأمطار الشديدة، وهناك من ينتظر إقبال المواطنين على الشراء.
أكد محمد أحمد بائع خضراوات أن الأسعار لا تزال مرتفعة لقلة إنتاج الأراضي الزراعية محصولات كافية تسد احتياجات المواطنين، قائلًا: طول مافيه خير بيطلع من الأرض الأسعار هتقل والحياة هاتبقى فل.
وأضاف تاجر فاكهة قائلا: الناس ما قطعتش وبتيجي تشتري هو اللي معاه فلوس بيشتري واللي ممعهوش غصب عنه مش هيشتري والأسعار مش هتقل طول مافيه تجار أكبر مننا بيدونا الحاجة غالية ومبيهمهومش حد حسبنا الله.
واستطرد آخر: أنا لو عليا عايز أبيع بسعر قليل وأخلص بسرعة وأروح لعيالي مبستفدش حاجة من الزيادة غير الخسارة.
في حين طالب أحد البائعين الحكومة بفرض رقابة على الموردين للسلع لضبط الاسعار رفقا بهم وبالمواطن الفقير، مشيرا إلى أن المقاطعة ليست الحل في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأوضح محمود مرسي بائع بأن الشوارع خالية صباح اليوم من المارة ليس من أجل المقاطعة ولكن بسبب التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد، قائلًا : الناس اللي مانعها تنزل الشتاء إنما المبادرة ماحدش مهتم بيها لما الجو يروق الناس هاتشتري لوازمها الحكومة بتنادي في وادي وهما في وادي تاني خالص.
من جانبه أثبت علاء عز الأمين العام للغرف التجارية، عدم استجابة المواطنين لدعوة رئيس جهاز حماية المستهلك المطالبة بمقاطعة الشراء اليوم الخميس، قائلا: المقاطعة كلام فارغ وخفض الأسعار مش بالطريقة دى، موضحا أن الحملة المعلن تطبيقها اليوم لن تؤتي ثمارها في السوق المحلي والمواطن لن يستجيب لها .
وأضاف أن هناك مجموعة من المواطنين ذو القدرة الشرائية العالية اﻷمر لا يعنيهم بالإضافة إلى وجود فئة ذات الدخل المنخفضة الذين يشترون احتياجاتهم المعيشية بشكل يومي لن يستطيعوا البقاء لمدة يوم دون شراء، مؤكدا أن الطبقات متوسطة الدخل ستقوم بشراء الحد الأدنى من السلع كشراء الخبز والجبن .
وأشار إلى أن اختيار اليوم سيء للغاية فيوم الخميس المقرر فيه المقاطعة يخرج فيه كافة الأسر لشراء احتاجات الأسبوع ، فهل يمتنع المواطنين عن شراء احتاجات الأسبوع علشان المبادرة تنجح.
وكالات