“الأعلى لتنظيم الإعلام” يطلق مبادرة “30 يونيو والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة” ولمدة عام
أعلن رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام كرم جبر عن إطلاق مبادرة “30 يونيو والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة”، اعتبارا من اليوم ولمدة عام.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اليوم الثلاثاء، تحت بعنوان (30 يونيو واستشراقة الجمهورية الجديدة)، وذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتورة هالة السعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وعدد من كبار الإعلاميين والصحفيين.
وقال جبر إنه “سيتم عقد لقاء في أول سبت من كل شهر على مدار العام، على أن تختتم المبادرة في 30 يونيو 2022 بعقد مؤتمر إعلامي كبير يتم فيه الكشف عن ما تم إنجازه منذ انطلاق المبادرة”.
وتابع جبر، خلال الندوة، أن خروج الشعب المصري بكل طوائفه في 30 يونيو، لم يكن الهدف منه تخليص مصر من بين أنياب وأظافر الجماعة الإرهابية، وطرد جماعة شاردة أرادت التنكيل بالبلاد ولكن التطلع إلى المستقبل ومواجهة الأزمات والتحديات واستعادة الدولة القوية المتعافية، التي لا تمد يدها لشقيق أو صديق ولا يشمت فيها الأعداء، وأن نسترجع الأمجاد التي حاولوا وأدها .
واضاف أن الكل كان يبحث عن المنقذ والقائد الذي يستعيد مصر ويمضي بها إلى المستقبل، وشاءت الأقدار أن يتصدى للمهمة الشاقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قال في أحدى خطبه أنه وهو شاب كان يمر في الشوارع والأماكن، ويقول “لو ربنا مكنني هخلي مصر أحسن بلد في الدنيا”.
وأوضح أن إرادة المصريين والرئيس اتحدت على هدف واحد “استعادة مصر” التي خرجت من أحداث 25 يناير مسخنة بالجراح ومكبلة بالمشاكل والأزمات بعد ان كنا ننام في أحضان الحزن ونستيقظ على أصوات الرصاص والمتفجرات، وتحكم في مصائرنا فئة عنيفة، لا تحكم بدستور أو قانون، ولا تعرف إلا الخروج عن مقومات الدولة الحديثة، جماعة لا تعنيها مصر ولا شعبها ورئيسها المعزول يقول “ايه يعني لما يموتوا شوية عشان الباقي يعيش”، جماعة تعلو بالوقوف فوق الأنقاض والدماء والأشلاء وليس بنشر الخير والنماء ، جماعة أرادت أن تمحو الهوية والسمات الأساسية للمصريين، وتستبدل سماحتها بالغلظة والتجهم، وتستبدل علمها ونشيدها وتفرط في ترابها الوطني ، جماعة خلقت الأزمات تلو الأزمات، ليظل الشعب مطحوناً ولا يرفع رأسه، من ظلام الكهرباء حتى طوابير الخبز وضحايا أنبوبة البوتاجاز ورغيف العيش وشظف الحياة وضيق الرزق، ولو استمرت، كان من المستحيل أن توفر رغيف خبز لشعب يتناول أكثر من 100 مليون رغيف في طعام الإفطار فقط.
واكد ان الخروج العظيم في 30 يونيو لم يكن لخلع أهل الشر فقط، وإنما لاستعادة دولة التاريخ والحضارة والسماحة والوسطية والاعتدال ، دولة التعايش السلمي لجميع الفئات واحتواء الديانات والحضارات، وخلق منظومة هادئة من السمات والعادات والتقاليد، تنعكس سماتها على الشعب المصري وتجعلنا نفخر بعبارة “أنا مصري” ، كما لم يكن الخروج العظيم في 30 يونيو لخلع جماعة الشر، وإنما لتفويض الرئيس بأن يبني الدولة الحديثة القادرة، استلهاماً من روح 30 يونيو، التي لخصها الرئيس في جملة يرددها دائماً ” تحيا مصر”.
وقال “تحيا مصر” بالبناء وليس الهدم، بالأمل وليس اليأس بالقوة وليس الضعف، بالذهاب إلى المستقبل وبناء مصر الجديدة التي بدأ الطريق إليها من الخروج العظيم في 30 يونيو.
وأضاف أن مصر الجديدة التي تحقق توازناً رائعاً بين التنمية الاقتصادية والتنمية الإنسانية، فالإنجازات بلا انسان يحميها ويصونها تضيع سدى والإنسان بدون حياة كريمة يبتلعه اليأس، مصر الجديدة التي تجعلنا جميعاً نفخر بمقولة “أنا مصري – كريم العنصرين”.
وقالت هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، في كلمتها خلال الندوة، إن التجربة التنموية المصرية وحجم الإنجازات التي تحققت كبير، واصفة مبادرة (حياة كريمة) بأنها تاريخية وتجربة تستحق الإشادة.
وأضافت السعيد “أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعلنت التزامها بـ17 هدفًا أمميًا مثل القضاء على الفقر والجوع، حيث وضعت مصر استراتيجية 2030 التي تتوافق مع هذه الأهداف”، موضحة أن مصر، نظرًا للوضع السيئ الذي خرجت منه عام 2013، وضعت برنامجًا وطنيًا للإصلاح الاقتصادي؛ لتحفيز التصنيع وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتوازن”.
وأوضحت أنه بالتوازي مع ذلك تم العمل على تطوير البنية التحتية، خاصة وأن الدولة كانت تعاني من تراجع في الاستثمارات العامة، منوهة بأنه تم إنفاق تريليون و700 مليون جنيه أي (100 مليار دولار) على هذه المشروعات، مشيرة إلى أن الدولة اهتمت كذلك بتعديل التشريعات التي تحتاج إلى تطوير مثل قانون الاستثمار والتراخيص الصناعية والإفلاس، مع الاهتمام ببناء الإنسان والاستثمار في العنصر البشري.
وأشارت إلى أن نتائج هذه الإصلاحات تمثلت في نمو بنسبة 5.6% بنهاية ديسمبر 2019، وكان المستهدف في 2020 نسبة 5.8%، ولكن جائحة كورونا أثرت بالسلب، وإن كانت مصر حققت نموًا إيجابيًا بلغ 3.6% لتكون بين عدد قليل جدًا في العالم الذي تحقق ذلك، ما يرجع إلى برنامج الإصلاحات والقرارات الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولفتت إلى أن الدولة اتخذت مجموعة قرارات لدعم القطاعات المتضررة مثل السياحة، ومساندة الفئات المتضررة لاسيما العمالة غير المنتظمة، وضخ حزم تنشيطية استثمارية في مختلف القطاعات، مشيرة إلى أن المواطن المصري بفضل هذه الإجراءات والإصلاحات لم يشعر بأي عجز أو نقص في السلع الاستراتيجية رغم الجائحة.
وقالت “إن المرحلة الثانية من الإصلاح تتعلق بالإصلاح الهيكلي ليكون الاقتصاد أكثر قدرة على امتصاص الصدمات”، مؤكدة أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دور القطاع الخاص، وأنه تم مؤخرًا إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية.
وأضافت أن مصر حققت رقمًا لم يحدث منذ عام 1999، حيث انخفض مؤشر الفقر بنحو ثلاث نقاط، مشددة على أن مبادرة (حياة كريمة) تاريخية ونموذج تنموي يستحق الدراسة، حيث تهتم بجودة حياة للمصريين في فترة قياسية، وتم إدراجها على منصة الأمم المتحدة كأفضل المبادرات الدولية، مستعرضة مشروع تنمية الأسرة الذي يعني بالتكامل بين ضبط الزيادة السكانية والارتقاء بخصائص السكان.
وأكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، في كلمته خلال الندوة، أن ما أنجزته الدولة المصرية على أرض الواقع في 7 سنوات من عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أشبه بالحلم ، وهو ما يشهد به القاصي والداني ، كما يشهد الجميع أيضًا أن الرئيس السيسي رجل حكيم وشجاع، أنقذ وطنه من الإرهاب ، وصارت مصر في عهده دولة ذات مكانة.
وقال إن وزارة استطاعت تخليص المنابر من دعاة الفتنة والتطرف والإرهاب، مضيفا “أننا في وزارة الأوقاف نرفع راية التجديد ، حيث تم تأليف وترجمة ونشر أكثر من 255 مؤلفا ومترجمًا في الفكر الوسطي المستنير، مؤكدًا أنه لا مكان للمتطرفين أو المتشددين على منابر وزارة الأوقاف ، وأن فهم صحيح الدين يسهم بقوة في بناء شخصية سوية”.
وتابع وزير الأوقاف “أن هناك زملاء عظام يواجهون كما نواجه الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة، وهنا أشيد بشجاعة عدد من الزملاء في ذلك ، وهم الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ، والشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني ، والدكتور محمد بن مطر الكعبي رئيس هيئة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وعدد غير قليل من الوزراء والمفتين والعلماء”.
وأضاف “ونحن نتتبع الفكر الإخواني الإرهابي لنستأصله حيث كان، من خلال مؤتمراتنا الدولية وموفدينا ومبعوثينا لمختلف دول العالم، ومن خلال إصداراتنا المترجمة التي نرسلها لمختلف دول العالم، والتي صارت مطلوبة دوليًّا على نطاق واسع”.
وفي ختام كلمته أوضح وزير الأوقاف ” أننا نواجه التطرف لا التدين ، كما أننا نواجه التسيب والانحراف سواء بسواء، ونعمل مع شركاء كثر داخليًّا وخارجيًّا على اجتثاث الفكر الإخواني ونشر الفكر الوسطي المستنير، مؤكدًا أن أهم أعمدة الدولة هي رئيسها وعلمها ونشيدها الوطني وجيشها وشرطتها وسائر مؤسساتها الوطنية”.
وخلال الندوة، أعلن وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، في كلمته، أن حجم الاستثمارات والإنشاءات في قطاع الشباب والرياضة بلغ 16.600 مليار جنيه خلال الـ7 سنوات الماضية، مشيرا إلى أن الوزارة حققت ضمن مباردة مراكز الشباب حوالي 4 مليارات جنيه.
وقال الوزير إن دور وزارة الشباب والرياضة تكاملي مع كل مؤسسات الدولة وهناك رؤية للوزارة تعمل عليها وفق أطر علمية وتم تحديد الأطر الخاصة وربطها باهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أن الوزارة نفذت 5047 برنامجا شبابيا على مدار7 سنوات وبلغ عدد المشاركين سنويا 13 مليون شاب بإجمالي 89 مليون شاب على مدار هذه الفترة، موضحا أن ارتفاع أعداد المشاركة جاء بسبب حرص الشباب على المشاركة في تلك البرامج أكثر من مرة.
وأضاف أن الوزارة تعمل على الفئات العمرية من 7 سنوات إلى 17 سنة وأيضاً من 18 سنة وحتى سن الأربعين، وهناك برامج وتعاون مع وزارات التضامن والاتصالات، مشيرا إلى أن وزارة التخطيط دعمت المشروعات العملاقة التي تم تشيديها خلال السنوات الماضية.
وتابع أنه سيتم تطوير مراكز الشباب ضمن مبادرة “حياة كريمة” حيث أن المستهدف 1000 مركز شباب في 1500 قرية بالمرحلة الأولى من المبادرة، كما أن هناك المشروع القومي لتطوير مراكز الشباب من حيث الشكل الإنشائي والشكل التشغيلي.
وأكد أن مصر نجحت في تنظيم بطولة العالم لكرة اليد وطبقت إجراءات احترازية لمواجهة كورونا طبقت لأول مرة في العالم وهي الفقاعة الطبية، وكان هناك إشادات عالمية بالدولة المصرية لنجاحها في تنظيم هذه البطولة، بالإضافة إلى تنظيم بطولة العالم للجمباز وبطولة العالم للرماية.
وأوضح أن الوزارة عملت على تغيير المثل عند الشباب من خلال البرامج الشبابية بتكلفة 5 ملايين جنيه لتطوير القدرات، وساهمنا في عودة الثقة للشباب وهناك أيضا تنسيقا مع معهد التخطيط لتنمية قدرات الشباب ونجحنا في تغيير ثقافة العمل الحكومي وجعلنا من الشباب طاقة إيجابية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)