يسري الاعتقاد وسط الناس بأن شرب عصير الفواكه الطبيعي أمرٌ مفيد للصحة، لاسيما عندما يتفادون إضافة السكر، لكن الأمر ليس مثاليا كما نتصوره، لأن هذه العادة لا تخلو بدورها من الضرر.
وبحسب الباحث والخبير الطبي الأمريكى ، كريستوفر بيرد، فإن تناول الفاكهة بشكل عادي، أي وهي كاملة، أفضل بكثير من شرب العصير، حتى وإن كان طرياً ومعصوراً بشكل جيد.
وأوضح أن شرب العصير أسوأ من الناحية الصحية مقارنة بأكل حبات الفاكهة وهي كاملة، أما السبب فيكمن في السكر.
وربما يجد البعض صعوبة في استيعاب هذا الأمر لاسيما أن مصدر العصير نفسه هو الفاكهة، لكن الخبير يشرح سبب هذا التفاوت في القيمة الغذائية والضرر الصحي.
ويقول الأكاديمي الذي عمل في جامعة تكساس، إن قشرة الفاكهة ولبها يحتويان على عناصر مغذية مهمة مثل الألياف، وهي مواد مهمة في تسهيل تخلص الجسم من الفضلات.
وبالتالي، فعندما يأكل الإنسان فاكهة كاملة، فإن الألياف الغذائية الموجودة في لب الفاكهة، أي في نسيجها الصلب، تعمل على ضبط السكر الطبيعي، عندما يسلك مساره في الجهاز الهضمي.
وبفضل هذا الدور، يتم استيعاب السكر الطبيعي الموجود في الفاكهة، في مدة طول، من أجل تحويله إلى طاقة مفيدة.
وفي المقابل، يؤدي شرب عصير الفواكه إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر بالدم، فيصبح هذا المعدل أعلى مما يحتاجه الجسم.
وعندما يحدث هذا الأمر بشكل سريع، فإن الجسم يفرز الأنسلوين، ويتم تحويل كمية كبيرة من السكر إلى دهون وغليكوجين.
وبما أن السكر يرتفع في الجسم بهذه الوتيرة السريعة، فإن الشخص يظل جائعا، وبالتالي، سيأكل كميات أكبر من الطعام.
ويقول الخبير إن الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه سكر الدم ربما يعانون صداعا وتهيجا بعد شرب العصير، في حين لا تحدث هذه الأعراض عند تناول الفاكهة وهي كاملة.
وفي دراسة منشورة بصحيفة “كلينيكال نيوترشن” الأمريكية المختصة في علم التغذية السريري، أجريت تجربة من أجل رصد الفرق بين شرب العصير وبين تناول الفاكهة وهي كاملة.
أما عند إضافة السكر إلى العصير أو ربما الكريمة والحليب الغني بالدهون، فإن الأمر يصبح أسوأ من الناحية الصحية.