قال الدكتور عباس شومان، وكيل وزارة الأوقاف، إن الإسلام يدين كافة الجرائم الإرهابية شكلًا وموضوعًا، ولذلك كان لابد للأزهر الشريف بما يمثله من مرجعية دينية للمسلمين جميعًا أن يأخذ المبادرة لتحديد المفاهيم وتحرير المقولات التي أساء المتطرفين توظيفها في العمليات الإرهابية ليرفع الصوت الإسلامي عاليًا ضد التطرف.
وأضاف شومان خلال كلمته لإلقاء البيان الختامي لمؤتمر “الأزهر ضد الإرهاب”، اليوم الخميس، أنه استجابة لدعوة الأزهر، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، عقد مؤتمر موسع بالقاهرة في يومي الأربعاء والخميس، بحضور رؤساء المذاهب الإسلامية ورؤساء كنائس الشرق من مختلف أقطار العالم، حيث انتهى المجتمعين إلى بيان توافق على تسميته “بيان الأزهر العالمي”.
أولًا: “أن كل الفرق والجماعات المسلحة والمليشيات الطائفية التي استعملت العنف والإرهاب في وجه أبناء الأمة رافعة زورا وبهتانا رايات إسلامية هي جماعات آثمة فكرا وعاصية سلوكا وليست من الإسلام الصحيح في شيء”.
ثانيًا: “ترويع الآمنين وقتل الأبرياء والاعتداء على الأعراض والأموال وانتهاك المقدسات الدينية هي جرائم ضد الإنسانية يدينها الإسلام شكلًا وموضوعًا، وكذلك فإن استهداف الأوطان بالتقسيم والتفتيت يقدم للعالم صورة مشوهة كريهة عن الإسلام، وهذه الجرائم لا تتعارض مع صحيح الدين ولكنها تسيء إلى الدين الذي هو دين السلام والوحدة والعدل والإحسان والأخوة الإنسانية”.
ثالثًا: “المسلمين والمسيحيين أخوة ينتمون معا الى حضارة واحدة عاشوا معا على مدى قرون عديدة وعازمون على مواصلة العيش معا تحقيقا لمبدأ المساواة بين المواطنين واحترام الحريات، فقد كان التعدد والمذاهب ليس ظاهرة في تاريخنا المشترك فقد كان هذا التعدد مصدر غنى للعالم”.
وتابع: “علاقات المسلمين والمسيحيين علاقات تاريخية وتجربة عيش مشترك ويجري تطويرها باتجاه المواطنة الكاملة حقوقًا وواجبات، ولذلك فان التعرض إلى المسيحيين وأهل الديانات والعقائد الأخرى باصطناع أسباب دينية خروج عن صحيح الدين وتوجيهات النبي وتنكر لحقوق الوطن أو المواطنين”.
رابعًا: “تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية هي جريمة مستنكرة نجمع على إدانتها، مناشدا المواطنين المسيحيين التجذر في أوطانهم حتى تزول موجه التطرف التي يعانى منها المجتمع”.
وتابع :”نناشد دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة من جدول المساعدات التي تقدمها إلى المسيحيين والأقليات لأنها تحقق أهداف قوى التهجير والعدوانية التي تستهدف ضرب دولنا الوطنية وتمزيق مجتمعاتنا الأهلية”.
وأضاف : “بعض المسئولين في الغرب وبعض مفكريه وإعلامييه يستثمرون هذه الجماعات المخالفة لصحيح الدين لتقديم صورة نمطية يفترون فيها على الإسلام، ويطالب المؤتمر المنصفين من مفكري الغرب ومسئوليه تصحيح هذه الصورة الشريرة وإعادة النظر في المواقف السلبية حتى لا يتهم الإسلام بما هو منه براء وحتى لا يحاكم بأفعال جماعات يرفضها الدين”.
خامسًا: “الدعوة إلى لقاء حواري للتعاون على صناعة السلام وإشاعة العدل في إطار احترام التعدد العقائدي والمذهبي والعمل بجد وإخلاص على إطفاء الحرائق المتعمدة”.
سادسًا: “تعرض عدد من شباب الأمة إلى عمليات غسل الأدمغة من خلال الترويج لمفاهيم مغلوطة لنصوص القران والسنة واجتهادات العلماء أفضت إلى الإرهاب مما يوجب على العلماء وأهل الفكر مسئولية الأخذ بيد هؤلاء المغرر بهم من خلال برامج توجيه وبرامج تثقيف تكشف عن الفهم الصحيح للنصوص والمفاهيم حتى لا يبقوا نهبا لمروجي التكفير”.
وتابع: “من هذه المفاهيم مفهوم الخلافة الراشدة في عصر صحابة رسول الله “ص” فقد كانت تنظيمًا لمصلحة الناس غايته دراسة الدين وسياسة الدنيا وتحقيق العدل والمساواة بين الناس فالحكم في الإسلام يتأسس على قيم العدل والمساواة وحماية حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن الواحد بلا تمييز، ومن المفاهيم المحرفة أيضًا مفهوم الجهاد ومفهومه الصحيح في الإسلام هو الدفاع عن النفس ورد للعدوان وإعلانه لا يكون إلا من ولي الأمر وليس متروكًا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها”.
سابعًا :”دعوة دول العالم العربي لتنظيم تعاونها وتطوير آليات هذا التعاون مما يحق الأمن والاستقرار والأمن والازدهار، موضحًا أنه لو أن هذه الدول أقامت سوقًا تجاريًا اقتصاديًا واتحادًا جمركيًا ودفاعًا مشتركًا، لتحققت مقومات التضامن والتكامل في إطار دائرة واحدة تجمع الدول الوطنية المتعددة في استراتيجية موحدة تحميها وتحتمي بها”.
ثامنًا: “يطالب المؤتمر العلماء أن يتحملوا مسئوليتهم أمام الله والتاريخ في إطفاء كل الحرائق المذهبية والعرقية وخاصة في البحرين واليمن والعراق وسوريا”.
تاسعًا: “يدين المؤتمر العمليات العدائية التي تقوم بها القوات الصهيونية في القدس المحتلة والتي تستهدف المسلم والمسيحي على حد سواء وتستهدف المساجد والكنائس وبخاصة المسجد الأقصى”، ويناشد عبر توصياته المجتمع الدولي التدخل لوضع حد للاعتداءات ألاثمة وإحالة مرتكبيها لمحكمتي العدل والجنايات الدولية”.
عاشرًا: “إن الشرق بمسلميه ومسيحييه يرى أن مواجهة التطرف والتصدي للإرهاب أيًا كان مصدره وأهدافه هو مسئوليتنا جميعًا، هذا وإذ يقدر المؤتمر عزم الأزهر الشريف إصدار وثيقة لمواجهة العنف والإرهاب والتطرف استكمالًا لسلسلة الوثائق التي أصدرها من قبل لتكون إعلانًا عالميًا ليبين الحق للناس”.