لطالما اعتبر الأرز واحداً من أقدم الأطعمة وأكثرها شعبية، فهو يُزرع في أكثر من 100 دولة، ويُستهلك من قبل معظم سكان العالم البالغ عددهم 8 مليارات نسمة.
ولسنوات عديدة، كان الأرز البني أو الأسمر، هو الخيار الأكثر صحة بالنسبة للمستهلكين مقارنة بالأرز الأبيض، ولكن يبدو أن هذا الواقع في طريقه لأن يتغير، حيث بات أخصائيو التغذية، الذين يتبعون أحدث الاتجاهات في مجال الصحة، ينصحون باستبدال الأرز الأبيض والأسمر بالأرز الأسود، الذي يعرف أيضاً باسم “الأرز المحظور”، كونه خياراً غذائياً أكثر صحة.
و لاشك أن الأرز الأسود هو نوع فرعي من الأرز الآسيوي، حبته متوسطة إلى طويلة، له نكهة حلوة تفوق بكثير نكهة الأرز الأبيض والبني، كاشفاً أن الصينيين كانوا أول من أدرك القيمة الغذائية لهذا الأرز وقاموا بزرعه بنشاط، مشيراً إلى أن تسميته بالأرز الأسود ترتبط أيضاً بالصين، حيث كان الأرز الأسود “محظوراً” على عامة الشعب هناك، وكان يزرع للطبقة الأرستقراطية خصيصاً، ولذلك عُرف أيضاً باسم “الأرز المحظور”.
ويزرع الأرز الأسود بنفس الطريقة التي يُزرع بها الأرز الآسيوي، ولكن الفرق أن محصوله منخفض للغاية، مقارنة بباقي أنواع الأرز، كما أنه يحتاج لعناية كبيرة، فظروف زراعته يجب أن تكون قريبة من الكمال، لافتاً إلى أن الأرز الأسود يكتسب لونه بشكل طبيعي وليس نتيجة تجربة علمية، وهو أغلى ثمناً من باقي أنواع الأرز بسبب محتواه الغذائي الغني، وبات اليوم متاحاً على نطاق أوسع في الأسواق، نظراً لارتفاع الطلب عليه.
و قد سحب الأرز الأسود اهتمام المستهلكين من الأصناف الأخرى للأرز، بسبب تفوقه الغذائي عليها، فهو غني بمضادات الأكسدة، وخاصة الأنثوسيانين، المسؤول عن لونه الداكن المميز، وهذا ما يمنحه القدرة على محاربة الالتهابات في جسم الإنسان. وكشفت أن الدراسات تظهر أن الأرز الأسود غني بـ 23 نوعاً من مضادات الأكسدة، وله أعلى نشاط مضاد للأكسدة بين جميع أصناف الأرز الأخرى.
و يمثل كنزاً من الفوائد الغذائية، وهذا ما تؤكده عدة أبحاث، إذ يساعد على محاربة “الجذور الحرة” الضارة في الجسم، التي تتسبب بتلف الخلايا والبروتينات والحمض النووي، وتؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان وإلى تصلب وانسداد الشرايين، مشيرة إلى أن الأرز الأسود هو مصدر جيد للألياف الغذائية، ما يساعد في الحصول على جهاز هضمي صحي، كما أنه يساهم في إبعاد شبح الإصابة بالسكري، فكمية الألياف التي يحتويها، تبطىء عملية امتصاص السكر في الدم، إضافة إلى دوره المفيد لناحية التحكم بالوزن إذ يسهم في الشعور بالشبع.
المصدر : وكالات