شهدت فرنسا أخيرا اكتشاف ما وصف بكنز من السيارات، إذ عثر في أحد قصور غرب البلاد على 60 مركبة من أجمل ابتكارات عالم المحركات بين ثلاثينات وسبعينات القرن الماضي، بعضها نادر ومن أهم الماركات، مثل “فيراري” و”مازيراتي” و”بوغاتي” و”هيسبانو سويزا”.
وأكد مدير دار “اركوريـال موتوركارز” للمزادات، ماتيو لامور، مستذكرا زيارته إلى الموقع أن الأمر كان أشبه بالدخول إلى “غرفة توت عنخ امون”.
وتحت صفائح أو أكوام من الصحف القديمة التي تآكلها الغبار والأوساخ، كانت مفاجأة هذا الخبير كبيرة لدى معاينته هذه السيارات.
وقال لامور “عند الوصول إلى المكان، بدأنا نشهد المفاجأة تلو الأخرى في المنتفعات (التابعة للقصر)، وتحت حظائر القصدير المثبتة بركائز حديدية… كان الأمر خياليا وشكل لنا صدمة حقيقية”.
ومن بين هذه الاكتشافات التي وصفها الخبراء بالكنز، سيارة من ماركة “تالبو لاجو” الفرنسية (التي أوقفت أنشطتها قبل عقدين) مصنعة سنة 1948، وأخرى من طراز “فيراري 250 كاليفورنيا” مصنعة سنة 1961 مودعة بعيدا عن الأنظار في هذه الملكية الممتدة على مساحة ثلاثة هكتارات.
وهذه المجموعة المذهلة التي لايزال يتعين إجراء ورشة ضخمة من أعمال الصيانة لاستصلاحها، تم جمعها من جانب روجيه بايون المولع بالسيارات.
وقد وضع هذا المقاول الراحل في مجال نقل البضائع خلال حياته هدفا بإنقاذ التراث المتعلق بالسيارات المصنعة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وافتتاح متحف في القصر الذي يملكه.
وروى ماتيو لامور أن “الرجل هاو للجمع منذ البداية. أراد تكريم النبوغ الموجود لدى مصنعي السيارات واشترى ملكية ليبني عليها متحفا، فانكب على شراء طرازات ترتدي رمزية كبرى في فرنسا ولكن أيضا في أوروبا”.
وأضاف “مع أن سيارات المجموعات المصنعة ما بعد الحرب العالمية الثانية تلقى رواجا كبيرا خلال المزادات العلنية حاليا، إلا أن الوضع لم يكن دائما على هذا النحو… في تلك الحقبة، أنقذ روجيه بايون حقيقة الكثير من هذه الروائع من الاندثار”.
إلا أن خسارته لثروته حطمت حلمه، وقد حافظت أسرة بايون على هذه المجموعة كأنها سر عائلي وبقيت مجهولة على مدى عشرات السنوات حتى بعد وفاة روجيه بايون في مطلع العقد الأول من القرن الحالي. وقد قادت وفاة نجل بايون أخيرا ورثته إلى الاتصال بدار “اركوريـال” للمزادات.
وقال ماتيو لامور “عندما تحدثوا إلينا للمرة الأولى عن هذه المجموعة التي تضم سيارة من طراز فيراري 250 كاليفورنيا، إحدى أجمل السيارات المكشوفة المصنعة في النصف الثاني من القرن العشرين، كنا لوهلة غير مصدقين، إذ إن هذه الطرازات من سيارات فيراري يتم إحصاؤها عادة ويبدو إخفاؤها مستحيلا”.
وأضاف “قبل بضع سنوات، عثر على سيارة من طراز بوغاتي بعدما بقيت 80 عاما في قعر بحيرة ماجوري. نحن نعيش المشاعر نفسها مع هذه المجموعة الشديدة الرمزية التي تمثل كنزا حقيقيا في مجال السيارات”.
وعثر بذلك على واحدة من السيارات الثلاث الوحيدة من طراز “مازيراتي ايه 6 جي غران سبورت” المصنعة سنة 1956، كذلك الأمر بالنسبة لسيارة “فيراري 250 كاليفورنيا” التي كانت مملوكة لفترة للممثل الفرنسي الان دولون، وقد عثر عليها ملفوفة بمجموعة من المجلات القديمة كانت تغطيها بالكامل.
هذه السيارة المكشوفة المقدرة قيمتها بما بين تسعة و12 مليون يورو، صنع منها 52 مركبة، ثم فقد إثرها من جانب كل مؤرخي هذه الماركة الفاخرة بحسب دار اركوريـال.
كذلك فإن السيارات المختلفة في هذه المجموعة المقدرة قيمتها الإجمالية بحوالي 16 مليون يورو والتي تضم مركبات تصلح لعرضها في متحف للسيارات، ستباع خلال مزاد لدار اركوريـال في السادس من فبراير في باريس.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )
المصدر: وكالات