افتتاح السيسى لمسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح يكسب عيد الميلاد المجيد مذاقا مختلفا هذا العام
يكتسب عيد الميلاد المجيد الذى يحتفل به مسيحيو مصر فى وقت لاحق مساء اليوم الأحد مذاقا جديدا ومختلفا هذا العام ، بإفتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكبر مسجد وكاتدرائية فى الشرق الأوسط ، واللذين يمثلان باكورة الافتتاحات فى العاصمة الإدارية الجديدة التى تدخل بها مصر عصر المدن الذكية ، ومباركة السماء لوحدة مسلمى ومسيحيى مصر التى جاءت بتوافق ميلاد هلال شهر هجرى جديد (جمادى الأولى) وعيد الميلاد المجيد .
رسالة مصرية للعالم يبعثها تعانق الأذان المنطلق من مسجد “الفتاح العليم” وأجراس كاتدرائية “ميلاد المسيح”، تؤكد أن مصر بلد الوحدة الوطنية وأنها لا تفرق بين دور العبادة ومواطينها إلا بالعمل والإنتاج ، وأنها كانت ومازالت مهد قيم التعايش السلمى والتسامح والمحبة والسلام بين مختلف الأديان والثقافات.
عيد الميلاد المجيد هو ثانى أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة، ويبدأ احتفال الطوائف المسيحية بهذا العيد من ليلة 24 ديسمبر وحتى 7 يناير ، ويعتبر عيد الميلاد وذروة “زمن الميلاد” الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لميلاد المسيح ، كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان المسيح ، ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس، وهو ذكرى معمودية المسيح .
وتعتمد الكنيسة المصرية في حساب أعيادها علي التقويم القبطي الموروث من الفراعنة والمعمول به منذ دخول المسيحية مصر ، والتقويم القبطي هو التقويم الفرعوني أقدم تقويم في الأرض، إذ يرجع إلي عام 4241 قبل الميلاد ، وقد اتخذ المصري القديم نجم الشعري اليمانية المسمى باليونانية سيريون ” Seirios ” أساسا لتقويمه وأسماه بالمصرية “سيدت”، وهو ألمع نجم في السماء ينتمي كوكبه إلي مجموعة الدب الأكبر ويبعد حوالي 8.5 سنة ضوئية عن الأرض وشروقه الاحتراقي علي الأفق الشرقي قبل شروق الشمس.
لم تعرف المسيحية المبكرة الاحتفال بعيد الميلاد، لكن لاحقا ومع بدء ترتيب السنة الطقسية اقترحت تواريخ متعددة للاحتفال بالعيد قبل أن يتم الركون إلى تاريخ 25 ديسمبر بعد نقاشات مستفيضة حول التاريخ الأنسب للاحتفال، ودرج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل ، و يعد تاريخ ميلاد المسيح عيسى، من أبرز نقاط الاختلاف بين الكنائس، وتظهر دائما مبادرات من كبار رجال الديانة المسيحية، لتوحيد تواريخ الأعياد المسيحية، وكان آخرها من البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الإسكندرية التى يسعى جاهدا لتحقيق حلم كل المسيحيين فى العالم، بتوحيد الأعياد سواء ميلاد المسيح أو القيامة ، حيث أطلق مبادرة بهذا الشأن ، لاقت ردود فعل إيجابية من كبار البطاركة والباباوات فى العالم، وعلى رأسهم بابا الفاتيكان.
اليوم الذى ولد فيه المسيح بالتحديد لم يأت ذكره فى أى من الأناجيل الأربعة ، التى تحدد بشكل دقيق العام الذى ولد فيه ، وحسبما اورد “ويل ديورانت” في كتابه الموسوعي “قصة الحضارة” فإن كلا من إنجيلى متى ولوقا حددا مولد المسيح فى الأيام التى كان فيها “هيرودس” ملكا على بلاد اليهود، أى قبل عام 3 قبل الميلاد ، فيما حدده يوحنا بين عامى 1 – 3 قبل الميلاد ، واختلف المؤرخون فى آرائهم فى هذا الشأن ، فمنهم من أشار إلى أنه ولد فى اليوم التاسع عشر من شهر إبريل ، وبعضهم ذكر أن ميلادة كان فى يوم ١٠ من شهر مايو، بينما رأى “كلمنت السكندرى” أنه ولد فى السابع عشر من نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد.
وحسب الاتفاق فى مجمع نيقية فى عام 325 ميلادية ، يأتى ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، حيث يكون عيد ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيا)، والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار فى الزيادة ، وباتت الكنائس التي تتبع التقويم “اليولياني الشرقي “، تحتفل بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير ، في حين تقيمه الكنائس التي جمعته مع عيد الغطاس على التقويم الشرقي في 19 يناير رغم قلة عددها وأبرزها بطريركية الأرمن الأرثوذكس في القدس، في حين أن بطريركية كيلكيا اعتمدت التقويم الغربي وباتت تقيم عيد الميلاد مع عيد الغطاس في 6 يناير.
ويقيم عدد من الكنائس الأرثوذكسية عيد الميلاد والغطاس بحسب التقويم الجريجورى منها بطريركية انطاكية، القسطنطينية، الإسكندرية، اليونان، قبرص، رومانيا وبلغاريا أما كنائس روسيا، أوكرانيا، القدس، صربيا، مقدونيا، مولدافيا وجورجيا فضلا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية فتعتمد التقويم اليولياني في تحديد هذه الأعياد.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)