رفضت اسكتلندا الاستقلال في استفتاء تاريخي هدد بتقطيع أوصال المملكة المتحدة وببث الاضطراب في القطاع المالي وتقليص ما تبقى من نفوذ بريطانيا في العالم لكنها في الوقت ذاته تتطلع إلى سلطات جديدة أوسع.
وبعد اعلان نتائج 31 دائرة انتخابية من أصل 32 دائرة حصل دعاة الإنفصال على 45 بالمئة من الأصوات بينما حصل أنصار البقاء في المملكة على 55 بالمئة من الاصوات.
ومع ذلك اتفق زعماء سياسيون من مختلف الأطياف على أن بريطانيا سوف تتغير إلى الأبد.
واعترف الزعيم القومي أليكس سالموند بالهزيمة في إدنبره التي دعم الناخبون فيها الوحدة مع المملكة المتحدة.
وقال سالموند “قررت اسكتلندا بالأغلبية ألا تصبح دولة مستقلة في هذه المرحلة. أقبل حكم الناس هذا وادعو كل سكتلندا إلى أن يحذو حذوي في قبول القرار الديمقراطي لشعب اسكتلندا.”
وأضاف سالموند قبل أن يحني رأسه “ستتوقع اسكتلندا الالتزام بذلك بسرعة.”
وامام مقر اقامته في لندن قال كاميرون إن مسألة استقلال اسكتلندا حسمت لجيل.
وقال كاميرون “لا يمكن ان تكون هناك خلافات أو إعادة… استمعنا إلى الإرادة الراسخة للشعب الاسكتلندي.”
وفي محاولة لاحتواء الغضب تعهد كاميرون بالتوصل إلى تسوية دستورية جديدة من شأنها أن تمنح اسكتلندا السلطات التي وعد بها وتعطي أيضا صلاحيات لإنجلترا وويلز وايرلندا الشمالية.
ومن المتوقع أن تدلي الملكة إليزابيث الثانية وهي في قلعة بالمورال باسكتلندا بتعليق نادر يوم الجمعة.
وعلى حسابه على موقع تويتر قال كاميرون “تحدثت للتو مع زعيم الحزب القومي الاسكتلندي أليكس سالموند وهنأته على الحملة الشرسة. أنا سعيد لأن الحزب القومي الاسكتلندي سينضم لمحادثات نقل السلطات.”
وفي وقت سابق يوم الجمعة أوضح نائب رئيس الوزراء نيك كليج أنه يريد من الحكومة نقل سلطات جديدة لاسكتلندا قائلا إن رفض الاسكتلنديين للاستقلال يعكس ضرورة المضي في إصلاح دستوري أوسع في مختلف أنحاء بريطانيا.
وقال كليج “أنا سعيد للغاية أن الشعب الاسكتلندي اتخذ هذا القرار بالغ الأهمية للحفاظ على الأسرة التي تضم بلادنا للأجيال القادمة.”
وألهبت الحملة من أجل الاستقلال حماس اسكتلندا التي يقطنها 5.3 مليون نسمة لكنها أيضا فرقت بين الأصدقاء والأسر من الجزر الاسكتلندية النائية بالمحيط الأطلسي إلى مدينة جلاسجو.
وأظهرت استطلاعات الرأي زيادة في مساندة الإنفصال قبل أسبوعين من الاستفتاء مما أدى إلى تعهد بريطاني سريع بمنح المزيد من الصلاحيات لاسكتلندا في خطوة أثارت غضب بعض النواب الإنجليز في وستمنستر.
المصدر: رويترز