أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت مبكر صباح الأحد أنه جرى توقيف 719 شخصاً، ما يرفع عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات إلى نحو ألفين، فيما كانت الشرطة قد نشرت 45 ألفاً من أفرادها في أنحاء فرنسا.
وجرى تعزيز الأمن في 3 مدن رئيسية هي باريس وليون ومارسيليا.
كما أرجأ الرئيس إيمانويل ماكرون زيارة كانت مقررة الأحد لألمانيا للتصدي لأسوأ أزمة تواجه حكومته منذ احتجاجات “السترات الصفر” عام 2018.
وكانت النقطة الأكثر سخونة في مرسيليا حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة في ساعة متأخرة من الليل.
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على المظاهرات وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وقد تراجعت حدة أعمال الشغب في أنحاء فرنسا بعد تشييع جثمان شاب أشعل مقتله – برصاص الشرطة – فتيل هذه الاضطرابات العنيفة فيما انتشر عشرات الآلاف من أفراد الشرطة في مدن بأنحاء البلاد.
كذلك ذكرت وزارة الداخلية على حسابها على تويتر، أنه تمت تعبئة 45 ألفا من أفراد الشرطة والآلاف من رجال الإطفاء لفرض النظام.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا لخلية الأزمة في الإليزيه مساء اليوم حيث سيتم بحث الإجراءات اللازمة التي ستتبعها الحكومة لحل الازمة.
وفي منطقة باريس الكبرى، نُهب منزل رئيس بلدية لاي ليه روز، وتم استهداف زوجته وأطفاله. وقال المدعي العام إن تحقيقا فُتح بتهمة الشروع في القتل.
وفي تصريحاتٍ لقناة تلفزيونية , قال المرشح للرئاسة الفرنسية السابق، إريك زيمور، اليوم الأحد، إنّ “الاضطرابات في فرنسا يمكن اعتبارها بداية حرب أهلية وعرقية”.
أوضح زمور أنّ “الحرب الأهلية هي صدام بين السكان والسلطات، وهذا بالضبط ما يحدث الآن”.
ورأى أنّ “سبب ما يحدث هو سياسة الهجرة في فرنسا، بالإضافة إلى تعرّض الشرطة لضغوط مفرطة الآن”.
وأشار زيمور إلى أنّ عناصر الشرطة أُمروا بعدم المشاركة في القتال، لأنّ “هذا قد يؤدي إلى وقوع إصابات، ما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات التي لا يمكن السيطرة عليها”.
وقال عمدة مدينة ليل لو روز الفرنسية، فينسان جان برون، إنّ منزله تعرض للهجوم وأُصيبت زوجته وطفله، مصرحاً بأنّ “الحادث محاولة اغتيال”.
وكتب العمدة في “تويتر”: “الليلة الماضية… تعرض منزلي للهجوم وكانت عائلتي ضحية محاولة اغتيال”، موضحاً أنّ “مجهولين حاولوا اقتحام المنزل في سيارة ثم إضرام النار فيه”.
كذلك، تحدّثت وسائل إعلام محلية عن إصابة شرطيين في باريس بعد تعرضهما لإطلاق نار، في الدائرة 13 في باريس. وبحسب التحقيقات الأولية، فقد أصيب هذان الشرطيان بطلقات نارية من مسدس، في نحو الساعة الثانية صباحاً.
كما أُصيب سبعة من ضباط الشرطة في مدينة ليون الفرنسية، ليل الجمعة، بطلقات نارية خلال الاحتجاجات.
وفي ظل استمرار الاضطرابات، أقيمت مراسم جنازة الفتى نائل المرزوقي السبت، وشيّع جثمانه مئات الأشخاص من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا في إثر مقتل القاصر نائل ذي الـ17 عاماً بنيران الشرطة الفرنسية خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غربي باريس. وقالت الشرطة إنه “كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء”، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.