شتبكت القوات السورية اليوم الاثنين مع مسلحين إسلاميين مستعينة بدعم جوى سعيا لطردهم من معبر حدودى وبلدة فى محافظة اللاذقية الساحلية معقل الأقلية العلوية التى ينتمى إليها الرئيس بشار الأسد.
وكان مقاتلون من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة استولوا أمس الأحد على بلدة كسب الأرمينية بعد سيطرتهم على معبر حدودى قريب فى هجوم أعقب سلسلة هزائم لحقت بالمعارضة المسلحة فى الجنوب فى الآونة الأخيرة.
وظهرت فى لقطات مصورة بثها نشطون سيارات تقل مقاتلين فى شوارع البلدة المقفرة مارة أمام مبنى البلدية وتمثال محطم للرئيس السابق حافظ الأسد الذى حكم سوريا 30 عاما حتى عام 2000.
ولم يسفر هجوم المعارضة المسلحة سوى عن السيطرة على جيب صغير من الأراضى لكنه وضع الأسد فى موقف دفاعى وحرمه -على الأقل فى الوقت الراهن- من أخر معبر حدودى من تركيا إلى الأراضى التى تسيطر عليها الحكومة.
وجاء ذلك فى أعقاب التقدم الذى احرزته قوات الأسد يمساعدة مقاتلى جماعة حزب الله اللبنانية قرب العاصمة دمشق والحدود اللبنانية ومكنها من قطع خطوط إمداد المسلحين واستعادة السيطرة على وسط البلاد.
وقتل أكثر من 140 ألف شخص فى الصراع الذى دخل عامه الرابع وهجر ما يقرب من نصف السكان لكن محافطتى اللاذقية وطرطوس الساحليتين ظلتا مواليتين للأسد إلى حد بعيد وبمنأى نسبيا عن العنف الذى يعصف ببقية أنحاء البلاد.
وقال نشطون إن السلطات أرسلت تعزيزات إلى منطقة كسب لوقف تقدم مقاتلى المعارضة. وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش وميليشيا قوة الدفاع الوطنى يحاصران المسلحين قرب الحدود.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن قتالا ضاريا دار على الطرف الشرقى لبلدة كسب وفى مناطق أخرى قرب الحدود.
وأضاف أن الطائرات الحربية تقصف مواقع المعارضين المسلحين وتسبب حرائق فى الغابات وظهر فى لقطات تلفزيونية دخان يتصاعد من غابات منطقة الحدود.
وشن مقاتلو المعارضة هجمات أيضا داخل محافظة اللاذقية حيث هاجموا بلدة سولاس الواقعة إلى الجنوب وأطلقوا صواريخ خلال الليل على مدينة اللاذقية وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.
المصدر:رويترز