اندلع قتال في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مواقع أخرى في أنحاء البلاد حيث تتناحر الفصائل العسكرية المتنافسة القوية من أجل السيطرة، مما يزيد من خطر اندلاع حرب أهلية في جميع أنحاء البلاد.
وارتفع عدد قتلى الاشتباكات المستمرة منذ السبت في الخرطوم و7 مدن أخرى في السودان، إلى 185 قتيلا و أكثر من الفين مصاب .
ما الذي أطلق شرارة العنف ؟
تصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللتين شاركتا في الإطاحة بحكومة مدنية في أحداث أكتوبر.
انفجر الخلاف بسبب خطة مدعومة دوليا لبدء عملية الانتقال لمرحلة سياسية جديدة مع الأطراف المدنية وكان من المقرر توقيع اتفاق نهائي في وقت سابق من أبريل، في الذكرى الرابعة للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
بموجب الخطة، كان يتعين على كل من الجيش وقوات الدعم السريع التخلي عن السلطة واتضح أن هناك مسألتين مثيرتين للخلاف بشكل خاص.
الأولى هي الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية، والثانية هي توقيت وضع الجيش رسميا تحت إشراف مدني.
حين اندلع القتال في 15 أبريل، تبادل الطرفان الاتهامات بإثارة العنف واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالتعبئة غير القانونية في الأيام السابقة وقالت قوات الدعم السريع، مع زحفها إلى مواقع استراتيجية رئيسية في الخرطوم، إن الجيش حاول الاستيلاء على السلطة بالكامل في مؤامرة مع الموالين للبشير.
ما المخاطر التى يمكن حدوثها ؟
استمرار النزاع يمكن أن يؤدي إلى تبديد تلك الآمال بالانتقال الى مرحلة سياسية بالإضافة إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة على تخوم منطقة الساحل والبحر الأحمر والقرن الأفريقي.
النزاع يمكن أن يلعب دورا في المنافسة على النفوذ في المنطقة بين روسيا والولايات المتحدة وبين القوى الإقليمية التي تتودد إلى قوى مختلفة في السودان.
فرص التوصل لتسوية :
رغم دعوة الأطراف الدولية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار، إلا انه لا توجد مؤشرات تذكر على التوصل لتسوية من جانب القوى المتحاربة.
وصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بأنها قوة متمردة وطالب بحلها، بينما وصف حميدتي البرهان بالمجرم وحمله مسؤولية الدمار الذي تشهده البلاد.
رغم امتلاك الجيش السوداني لموارد متقدمة، منها قواته الجوية، فإن قوات الدعم السريع التي يقدر عددها بنحو 100 ألف انتشروا في جميع أنحاء الخرطوم والمدن المجاورة لها وكذلك في مناطق أخرى، مما يهدد بإطالة أمد الصراع في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية وتزايد الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي.
يمكن لقوات الدعم السريع أيضا الاستفادة من الدعم والعلاقات القبلية في منطقة دارفور الغربية، حيث خرجت هذه القوات من رحم الميليشيات التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية للقضاء على المتمردين في حرب دامية تصاعدت بعد عام 2003.