بدأت حركة السيارات والقطارات في العودة مرة أخرى على جسر القرم بعد تعليق مؤقت، نتيجة هجوم أوكراني على مخزن للذخيرة في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014.
الهجوم الأوكراني يُعد الثاني من نوعه في أقل من أسبوع استهدفت أوكرانيا فيه شبه جزيرة القرم، ما يعد مؤشرًا جديدًا في الحرب الدائرة لأكثر من 16 شهرًا دون توقف .
لا شك أن ما يحدث من هجمات أوكرانية على محيط القرم يأتي في إطار المشروعية والأهداف العسكرية “نظرًا لكونها أرضا محتلة”.
وعلى الرغم من حقيقة أن كييف لا تتحمل دائمًا المسؤولية عن الهجمات على القرم، فإن ما يحدث هناك له عدة أسباب أبرزها:
تذكر أوكرانيا روسيا بأن شبه جزيرة القرم هي أراضينا وسنخطط لإعادتها.
محاولة لكسر سلاسل توريد الأسلحة والجنود والوقود من شبه جزيرة القرم إلى المناطق الجنوبية من أوكرانيا، حيث يجري الهجوم المضاد.
الهجوم يتم على المطارات الموجودة في شبه جزيرة القرم، والتي تقلع منها الطائرات لمهاجمة أوكرانيا
هذه اعتداءات على أماكن وقوف السفن الحربية والأرصفة الحربية الروسية التي يتم منها مهاجمة كييف، بجانب إلغاء حظر موانئ أوكرانيا، ويعد هذا مهم بشكل خاص لتجديد قدرة أوكرانيا على تصدير حبوبها ومنتجاتها الغذائية الأخرى إلى بلدان أخرى في العالم عن طريق البحر.
و من المتوقع استمرار الضغط الأوكراني في محيط القرم خلال الأيام المقبلة، لما تمثله تلك النقطة من أهمية قصوى لروسيا بشكل عام والرئيس فلاديمير بوتين بشكل خاص.
فيعتبر محيط القرم هدف عسكري ثمين لقطع أكثر من 70 % من المعدات والدعم العسكري للقوات الروسية في الجبهة الجنوبية، وهذا ما دفع موسكو للرد بغارات هيستيرية كان أغلبها في مدينة أوديسا الساحلية”.
و جدير بالذكر أن القصف الروسي على مدار الأيام الماضية للمدينة الساحلية ارتكز على أهداف مدنية وليس عسكرية، وكانت كالآتي:
تدمير البنية التحتية الكاملة الخاصة بتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك بمنطقة أوديسا.
إتلاف 60 ألف طن من الحبوب في الميناء كان من المفترض شحنها عبر البحر الأسود.
إشعال الحرائق في أرصفة نقل النفط من خلال استهدافها بالمسيرات.
خروج منشأة صناعية كاملة عن الخدمة بجانب مستودعين لتخزين الحبوب.
استهداف جميع مولدات الطاقة والكهرباء في محيط الميناء والمدينة بالكامل.
تدمير شبكات الاتصالات الأرضية من خلال توجيه ضربات بالمسيرات على مراكز التحكم.
و من المتوقع تصعيد متبادل بين موسكو وكييف في نوعية الأهداف العسكرية والتي ستتركز معظمها في الجنوب حتى تستطيع كييف اختراق التحصينات الروسية في تلك المنطقة، وبداية تلك الخطة هي استهداف القرم لمنع الإمدادات وتشتيت الروس.
و من الواضح ان الرد الروسي على الاستهداف الأول لجسر القرم الإثنين الماضي لم يكن عشوائيًا كما تحاول كييف تصويره بل جاء بناءا على معلومات وبضربات دقيقة للميناء والمدينة التي انطلقت منها العمليات الإرهابية، بحسب وصفه ضد جزيرة القرم.
و جدير باذكر ايضا ان موسكو تركز ضرباتها الأخيرة على المدينة الساحلية أوديسا
لأن الميناء يستخدم لاستقبال شحنات الأسلحة القادمة من الغرب عبر البحر الأسود و أيضا تحديد الأماكن التي تم منها انطلاق الزوارق المسيرة التي استهدفت محيط القرم والجسر.
فمن الواضح أن أوكرانيا حولت تلك المنطقة والميناء بذريعة اتفاق الحبوب إلى منطقة عمليات وتجميع المعدات العسكرية لاستهداف روسيا.
المصدر : وكالات