تسابق إسرائيل الزمن للفكاك من أزمة غذائية طاحنة نتيجة استمرار الحرب في غزة بعد أن طالت نيران الحرب مزارع مستوطنات غلاف غزة وشمال إسرائيل التي تنتج معظم غذاء الإسرائيليين، وكذلك بعد فرار عمال الزراعة المهرة الأجانب للنجاة بأرواحهم من الحرب في وقت منعت فيه السلطات الإسرائيلية دخول عمال الزراعة الفلسطينيين من دخول إسرائيل وتم استدعاء الآلاف من المزارعين الإسرائيليين للخدمة العسكرية.
وقالت صحيفة “ذي جلوبز” الإسرائيلية المتخصصة في شئون الاقتصاد والأعمال إن المحاصيل الزراعية في مستوطنات الجليل الأعلى الملاصق للحدود مع جنوب لبنان وكذلك محاصيل المستوطنات الزراعية “كيبوتزات” غلاف غزة قد حان وقت قطافها ولا تجد من يقوم بجمعها نتيجة ندرة اليد العاملة وظروف الحرب في غزة وعمليات القصف الجوي والمدفعي التي تشنها إسرائيل وكذلك نتيجة الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها مناطق الشمال الإسرائيلي، وإذا لم يتم تدارك الأمر بسرعة فإن ثمار المحاصيل ستكون مهددة بالفساد ما لم يتم جمعها وفي كل الأحوال سيكون الفاقد منها كبير بما يشكل أزمة غذائية حقيقية للشعب الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكيبوتزات الاستيطانية ومزارعها الممتدة في إسرائيل باتت الآن في حاجة ماسة إلى عملية إعادة تأهيل كاملة بعد انتهاء الحرب حيث تدمرت بنيتها التحتية، وانتقدت الصحيفة انعدام وجود أي خطط أو تصورات مستقبلية لذلك بينما الإسرائيليون على شفا الدخول في أزمة غذاء طاحنة.
وقالت الصحيفة إن مزارع “موشاف مارجيلوت” في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان كانت المصدر الرئيسي لإنتاج الدواجن وبيض المائدة لوحدات الجيش الإسرائيلي، وقد انهارت قدرتها الإنتاجية بالكامل بعد تعرضها لضربات صاروخية مباشرة من جنوب لبنان.
كذلك توقف إنتاج مزارع “إيتان دافيدي” في شمال إسرائيل والجليل الأعلى نتيجة الاستهدافات الصاروخية المتتالية القادمة من لبنان والمسيرات الفلسطينية في إطار الرد المتبادل مع الغارات الإسرائيلية على غزة، وقالت وزارة الزراعة الإسرائيلية إنه لا توجد لدى إسرائيل حاليا أية مخزونات احتياطية من بيض المائدة، وإن إسرائيل ستلجأ إلى استيراد ما لا يقل عن 50 مليون بيضة من الأسواق الخارجية.
وتوضح التقارير الخاصة الصادرة عن مكتب الإحصاءات الإسرائيلي أن الإسرائيليين يستهلكون 200 مليون بيضة دجاج شهريًا يتم إنتاج 70% منها في مزارع الجليل الأعلى القريبة من الحدود مع لبنان وكذلك “كيبوتزات” منطقة الجولان وإن إنتاج كلا المنطقتين يشكلان معا نسبة 73 % من إنتاج إسرائيل الشامل لبيض المائدة.
وتقول وزارة الزراعة الإسرائيلية إنها تعمل الآن على تدبير العجز في احتياجات إسرائيل من الخضروات والفواكه بعد توقف الإنتاج من كيوبتزات غلاف غزة التي كانت تلبي نسية 75% من احتياجات إسرائيل من الخضروات، أما المزارع الإسرائيلية في مستوطنات شمال إسرائيل والجليل الأعلى فهي تلبي نسبة 40 % من احتياجات الإسرائيليين من الفواكه والتي من أبرزها الأفوكادو والجريب فروت والمانجو والخوج والموز والفواكه الحمضية بأنواعها، كما تنتج مزارع شمال إسرائيل التي تم إخلاء مستوطنيها بسبب ظروف الحرب معظم إنتاج إسرائيل من الذرة والقمح.
ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سارعت إسرائيل لاستقدام عمالة أجنبية إليها بعد فرار عمال الزراعة الأجانب منها بالآلاف وبعد حظر دخول عمال الزراعة الفلسطينيين للعمل في المزارع الإسرائيلية، وفي سبيل ذلك عقد افي ديختر وزير الزراعة الإسرائيلي عددًا من اللقاءات مع سفراء فايتنام وسيريلانكا طالبا استقدام عمالة زراعية من بلادهم بعد فرار 2000 من عمال الزراعة التايلانديين بعد نشوب حرب غزة، وقد وافقت سيريلانكا على تقديم 10 آلاف عامل زراعة من مواطنيها للعمل في إسرائيل وفق إجراءات إقامة وعمل ميسرة وكذلك رواتب مجزية تصل إلى 2000 شيكل في الشهر، وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية قبل أسبوع على استقدام 5000 عامل زراعة أجنبي بأسرع ما يمكن؛ لإنقاذ الزراعة الإسرائيلية من انهيار محقق.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )