اعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان الاربعاء ان حصيلة فيروس ايبولا المسبب للحمى النزفية ارتفعت الى 932 وفاة في افريقيا، قبل تسجيل وفاة ثانية في نيجيريا والاشتباه بوفاة في السعودية لرجل زار سيراليون.
وفي سيراليون وليبيريا، البلدان الاكثر معاناة من المرض مع غينيا، استغاثت السلطات بالله وبالجيش لوقف اخطر موجة لهذا الوباء منذ اكتشافه في 1976. وتعود الحصيلة المعلنة الى 4 اغسطس عندما سجلت 1711 اصابة بالمرض في غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا. وتشمل الاصابات الوفيات والحالات المؤكدة والمرجحة والمشتبه بها.
وتتضمن الحصيلة 45 وفاة اضافية بين 2 و4 أغسطس و108 اصابات جديدة في البلدان الاربعة. ويبلغ عدد الاصابات في ليبيريا 516 اصابة بينها 282 وفاة، وغينيا 495 اصابة و363 وفاة، تليهما سيراليون مع 691 اصابة و286 وفاة، ثم نيجيريا مع 9 اصابات ووفاة واحدة.
وبدأت لجنة الطوارىء التي تقرر بشأن القواعد الصحية الدولية في منظمة الصحة العالمية الاربعاء اجتماعا ليومين حول ايبولا لكي تقرر ان كان ينبغي اعلانه “حالة طارئة على الصحة العامة ذات بعد عالمي”.
وستعلن اللجنة قرارها الجمعة خلال مؤتمر صحافي. واعلنت نيجيريا الاربعاء عن وفاة حالة ثانية هي ممرضة عالجت راكبا ليبيريا وصل مريضا الى لاغوس وتوفي في 25 يوليو.
ودعت رئيسة ليبيريا الن جونسون سيرليف مواطنيها الى الصوم والصلاة لثلاثة ايام على امتداد النهار لتخليص البلاد من هذا الوباء، على ان تختتم مساء الجمعة بصلاة جماعية من اجل “الخلاص الروحي والمعنوي للبلاد”، وفق مستشار الرئيسة للشؤون الدينية جرفيس ويذرسبون. وفي سيراليون المجاورة اكد رئيس مجلس الكنائس الاب غبوكويا سبيك خلال اجتماع لرجال الدين في فريتاون ان “الكنائس مستعدة لتجميع قواها لاجتثاث المرض”.
واكد ممثل مجلس الائمة الحاج علي بنغورا ان “الائمة يتحملون مسؤولية التوعية بالمرض لان مهمتنا هي انقاذ البشرية”. واشار الطبيب توماس سامبا، مسؤول القطاع الصحي في غرب البلاد الذي كان حتى الان بمنأى من المرض، انه تم تسجيل ست وفيات في المنطقة داعيا المشاركين في الاجتماع الى “مضاعفة الجهود لانقاذ البلاد من هذا الوباء المستشري”.
وطلب رئيس سيراليون ارنست باي كوروما من الجيش التدخل في المعركة ضد ايبولا من خلال نشر المئات من الجنود حول المراكز التي تستقبل المرضى لفرض احترام تدابير العزل الصحي ومنع اقاربهم من اخذهم الى بيوتهم من دون تصريح طبي.
وطلب مكتب الاسناد في الامم المتحدة من القوة الافريقية في مقديشو عدم استبدال عناصر الفوج السيراليوني المنتشر في اطار القوة الافريقية في الصومال بسبب انتشار فيروس ايبولا.
ومعظم هذه المراكز في شرق البلاد، على الحدود مع غينيا وليبيريا حيث تم تسجيل معظم الاصابات. وتوفي سعودي جراء سكتة قلبية الاربعاء في جدة غرب المملكة ظهرت عليه اعراض شبيهة بايبولا بعد عودته من سيراليون. لكن لم يتم تاكيد اصابته بالمرض. وفي ليبيريا كان رجل دين اسباني ومبشرتان كونغولية وغينية مصابون بالفيروس ينتظرون ترحيلهم.
وتم قبل ايام ترحيل طبيب ومبشرة اميركيان اصيبا بالفيروس في ليبيريا الى بلادهما. واستفاد هؤلاء من علاج بمضاد فيروسي تجريبي لم يتم اعطاؤه من قبل للبشر يقال ان مفعوله كان “معجزة” حيث ادى الى تراجع الاعراض بسرعة، لكن السلطات الصحية الاميركية فضلت الحذر.
وقال مدير المعهد الاميركي للحساسية والامراض المعدية انتوني فوشي ان المصل “اعطى مفعولا، لكن فقط على مريضين” مذكرا بصعوبة انتاج عدد كبير من الجرعات في الوقت الحالي.
وقالت منظمة الصحة العالمية الاربعاء انه ستستشير خبراء حول المسائل الاخلاقية المتعلقة باستخدام هذا الدواء التجريبي.
ينتقل الفيروس بالاتصال المباشر بدماء وسوائل او أنسجة المرضى او الحيوانات المصابة أو بأدوات ملوثة بدماء المرضى وانسجتهم مثل الإبر والحقن. كما ينتقل المرض من خلال لمس افرازات المريض من الافرازات المخاطية الى السائل المنوي او اللعاب وحتى العرق والقيء والفضلات او الدم. وتم التعرف على خمس نسخ مختلفة من الفيروس بينها ثلاث خطيرة جدا تصل نسبة الوفيات بين المصابين بها الى 90%.
والاربعاء دعا المدير العام للصليب الاحمر من مقره في جنيف العالم الى استلهام تدابير مكافحة الايدز لمحاربة ايبولا.
وقال السنغالي الحاج اس سي رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر انه “ينبغي اخذ المجتمعات المصابة في الاعتبار عند البحث عن حل وليس النظر اليها باعتبارها المشكلة”.
واضاف ان “الوصم والتفرقة يقتلان في احيان كثيرة كما تقتل الفيروسات، لان ظواهر الوصم يمكن ان تقود الناس الى الاختباء”.
واضاف “نحتاج الى تدخل طبي ولكنه موجه في الوقت نفسه الى المجتمعات والعائلات (…) من الصعب في افريقيا ان تقنع الناس بعدم لمس قريب مريض، ولكن سيتعين في الظروف الحالية اجبارهم على ذلك”.
وينشر الصليب الاحمر نحو 2500 متطوع من اللجان المحلية و70 من الموظفين الدوليين في غينيا وليبيريا وسيراليون لمكافحة ايبولا. ويتوجه مدير الصليب الاحمر الذي تولى منصبه للتو الى غينيا وسيراليون الاسبوع المقبل.
ودعت اسرائيل السكان الى تجنب السفر الى الدول التي ينتشر فيها ايبولا، وفق موقع وزارة الخارجية على الانترنت.
من جانب آخر , قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء انه من السابق لاوانه استخدام دواء تجريبي لعلاج المصابين بفيروس ايبولا الذي ينتشر في ثلاث دول في غرب افريقيا.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن امكانية ارسال هذا الدواء التجريبي الى افريقيا “اعتقد ان علينا ان نترك العلم يقودنا. ولا اعتقد ان لدينا كل المعلومات الكافية لتحديد ما اذا كان هذا الدواء فعالا ام لا”.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام قمة غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وافريقيا استضافتها واشنطن على مدى ثلاثة ايام وشاركت فيها 50 دولة افريقية، سئل الرئيس الاميركي عما اذا كانت السلطات الاميركية ستعمد الى تسريع عملية الترخيص لهذا الدواء اذا ثبتت فعاليته، فاجاب “من السابق لاوانه الرد على هذا السؤال لاني لا املك ما يكفي من معلومات. ليست لدي معطيات كافية للادلاء برأي بشأن هذا الموضوع”.
ولكن اوباما اكد انه “من الملائم جدا ان نرى ما اذا كانت هناك ادوية او علاجات اخرى يمكن ان تحسن نوعية حياة” المصابين بهذا المرض.
وأضاف الرئيس الاميركي “نحن نعلم، بالمقابل، ان فيروس ايبولا، اليوم كما بالامس، يمكن وقف انتشاره اذا توفرت بنية صحية عامة صلبة”، معتبرا انه يتوجب على الدول التي انتشر فيها الفيروس ان تبادر “قبل كل شي الى الاعتراف بان انظمتها الصحية بالية” لانها “لم تتمكن من رصد المرض وعزل المرضى بسرعة”.
واعرب اوباما ايضا عن اسفه لعدم وجود “علاقة ثقة قوية بين بعض المجتمعات واجهزة الصحة العامة”، الامر الذي ادى الى “تفشي (الوباء) بوتيرة اسرع” مما كان يحصل في حالات تفشي سابقة.
ورفعت السلطات الصحية الاميركية الاربعاء مستوى الانذار الصحي الى الدرجة 1، الاعلى على الاطلاق، لمواجهة فيروس ايبولا بشكل افضل. وقال توم سكينر المتحدث باسم “المراكز الاميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها” (سي دي سي) ان “هذا الاجراء يتيح لنا تحريك الموارد في كل الوكالة للاستجابة لهذه الازمة”.
وأضاف “هذه أول مرة تعلن فيها درجة الانذار القصوى منذ 2009. يومها اعلنت لمواجهة وباء انفلونزا اتش1ان1”.
أ ف ب