قتل 55 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من مئة بجروح فى تفجير مسجدين بشمال شرق نيجيريا الجمعة، فيما سيطر إسلاميو بوكو حرام على مدينة حدودية مع الكاميرون.
وتظهر الهجمات فى مايدوجورى ويولا وكيراوا مرة التهديد الوطنى والإقليمى المستمر الذى يشكله المتطرفون الإسلاميون رغم إعلان الجيش النيجيرى تحقيق مكاسب.
وتتزايد المخاوف فى مايدوجورى خصوصا، التى تعرضت لستة هجمات الشهر الحالى، ما أسفر عن سقوط 76 شخصا، بحسب حصيلة أعدتها .
وتطرح تساؤلات مجددا حول قدرة المسلحين على تنفيذ مثل هذه الهجمات بشكل منتظم، بعد شن هجمات مماثلة فى المدينة الشهر الماضى قتل فيها 117 شخصا.
واثبتت التفجيرات ايضا التحديات التى تواجهها الولايات المتحدة، التى أعلنت الأسبوع الماضى إرسال وحدة من 300 عسكرى إلى شمال الكاميرون.
وستكون هذه الوحدة مكلفة القيام بعمليات استخباراتية ومراقبة بوكو حرام، بما فى ذلك داخل نيجيريا، فيما تتصاعد وتيرة الهجمات ضد المدنيين.
وقع الهجوم الأول فى مايدوجورى، عاصمة ولاية بورنو، حيث ذكر شهود عيان أن 28 شخصا على الأقل قتلوا فى هجوم انتحارى.
وقال عمر سانى العنصر فى ميليشيا محلية شارك فى عمليات الإنقاذ، “احصينا 28 جثة”.
واكد أحد السكان ويدعى موسى شريف هذا العدد.
وكانت الهيئة الوطنية لإدارة حالات الطوارئ أعلنت أن هجوما انتحاريا أوقع ستة قتلى فى المسجد.
واضافت أن الانتحارى كان بمفرده إلا أن شخصين يشتبه بأنهما شريكان له ولا تعلم السلطات ما اذا كانا يحملان شحنات ناسفة لاذا بالفرار قبل أن يخضعا للتفتيش.
واكد سانى أن “الناس وصلوا بسرعة من المساجد المجاورة لتقديم المساعدة”.
وأضاف “شاركت فى عمليات الإجلاء واحصينا 28 جثة إلى جانب المهاجمين الاثنين اللذين عرفنا جثتيهما بسبب تمزقهما”.
وأضاف أن نحو عشرين شخصا جرحوا.
وقال الشاهدان أن رجلين أوقفا بعدما أشادا بالهجوم.
وأضافا “كانا واقفين بعيدا وهما يهتفان الله أكبر”.
ومايدوجورى تقع فى شمال شرق نيجيريا معقل بوكو حرام التى تأسست فى العام 2002، وأعلنت تمردا مسلحا فى 2009 أوقع اكثر من 17 الف قتيل وأدى إلى نزوح 2,5 مليون شخص.
أما فى يولا، فقتل 27 شخصا على الأقل فى تفجير مسجد افتتح حديثا فى المدينة فى شمال شرق نيجيريا، بحسب ما أفادت الوكالة المدنية لإدارة الحالات الطارئة.
وقال منسق الوكالة فى ولاية اداماوا سعد بلو “لقد أحصينا حتى الآن 27 قتيلا 96 جريحا”.
ووقع الهجوم قرابة الساعة 14:00 بالتوقيت المحلى (13:00 تج) فى مسجد جامبوتو فى حى جيميتا، مباشرة بعد انتهاء أمام الجامع من خطبة الجمعة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم فى يولا انتحاريا أو بسبب متفجرة وضعت فى المبنى.
وقال أحد المتطوعين فى المسجد والذى قدم مساعدة فى جهود الانقاذ، أن “هذا المسجد بنى مؤخرا، وهذه كانت الصلاة الأولى فيه”.
وأضاف “فيما تهيأ المصلون لبدء الصلاة بعد إنهاء الإمام لخطبته، وقع انفجار ضخم فى المكان”.
وأشار إلى أنه “كانت هناك حالة ارتباك، عشرات المصلين كانوا غارقين بالدماء”.
وقال مسعف آخر أن “الانفجار وقع وسط مجموعة كبيرة من المصلين”.
وأشار منسق الوكالة إلى أن الضحايا نقلوا إلى مستشفيين فى المدينة.
وأوضح أنه “فى المستشفى التخصصى الحكومى (فى اداماوا) لدينا 18 جثة و50 جريحا.
وفى المركز الطبى الاتحادى يوجد تسعة قتلى و46 جريحا”. ولفت إلى أن “معظم المصابين هم الآن فى حالة مستقرة، وقد تم نقلهم إلى غرف.
وبقى عدد قليل فقط فى قسم الطوارئ، موضحا أن “الاصابات تشمل كسورا وحروقا”.
فى هذا الوقت، سيطر مسلحو جماعة بوكو حرام الجمعة على مدينة فى الطرف الشمالى من الكاميرون على الحدود مع نيجيريا، بحسب مصادر أمنية ومحلية.
وصرح مصدر أمنى طلب عدم كشف هويته “أنهم (بوكو حرام) الآن يسيطرون على كيراوا”.
وقال مصدر آخر مقرب من السلطات المحلية إن “بوكو حرام تسيطر على كيراوا منذ صباح (الجمعة)”، لافتا إلى “مقتل مدنيين” من دون تفاصيل إضافية.
وأضاف المصدر أن “تعزيزات عسكرية للجيش” الكاميرونى وصلت إلى المكان مع تعذر معرفة ما إذا كانت معارك اندلعت فى المدينة.
وأورد المصدر الأمنى “أمس (الخميس)، قتلوا العديد من الأشخاص فى المساجد”، متحدثا عن مقتل أحد عشر شخصا.
ويبلغ عدد سكان كيراوا خمسين الف نسمة وتقع فى منطقة كولوفاتا التى تتعرض بانتظام لهجمات بوكو حرام.
المصدر : أ ف ب