ارتباك بشأن الكمامات في الولايات المتحدة .. وتحذير من خطورة السنة الثانية لجائحة كورونا
تشهد الولايات المتحدة حالة ارتباك وجدلا حادا بشأن توصية تسمح للذين تلقوا اللقاح المضاد لكورونا بعدم وضع كمامات، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن وباء كوفيد-19 في طريقه للتسبب بعدد من الوفيات أكبر من ذاك الذي سجل في 2020.
وبينما يلوح في دول عدة أمل في العودة إلى حياة طبيعية أكثر، ما زالت بلدان أخرى مثل الهند عالقة في دوامة الانتشار المدمر للوباء.
وأودى وباء كوفيد-19 بحياة 3,3 ملايين شخص منذ نهاية ديسمبر 2019 بينما ما زال ظهور نسخ متحورة من الفيروس والتفاوت في تقدم حملات التطعيم يثير قلقا.
وفي الولايات المتحدة وبعدما ألغت السلطات توصية باستخدام كمامات من قبل الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ويشكلون نحو 35 بالمئة من السكان، أعلنت مراكز تجارية عدة مثل السلسلة العملاقة “وولمارت” ومحلات “كوسكو” للبيع بأسعار زهيدة، الجمعة تخليها عن فرض وضع الكمامات في محلاتها، مع أنه يبقى إلزاميا عندما تفرض التشريعات المحلية ذلك.
لكن التوجيهات الجديدة غير الملزمة التي صدرت عن السلطات الصحية فاجأت المسؤولين المحليين والخبراء والشركات، وأدت إلى جدل وحتى مشادات داخل الكونغرس.
وقال إيفان ماتا (47 عاما) الذي يعمل في شركة للسياحة في نيويورك، معبرا عن استغرابه “قبل ذلك كانت الكمامات مهمة وفجأة لم تعد كذلك”. وأضاف “ما أخشاه هو كيف يمكن التحقق من أن الناس قد تم تطعيمهم بالكامل؟ أعتقد أن هناك كثيرين لن يستخدموا الكمامة بعد الآن حتى لو لم يتم تطعيمهم”.
في جنيف قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه “بالوتيرة التي تسير فيها الأمور الآن” سيتسبب الوباء في سنته الثانية “بعدد من الوفيات أكبر من السنة الأولى”.
ودعا إلى التخلي عن تحصين الأطفال والمراهقين ضد فيروس كورونا والتبرع بالجرعات التي تم إطلاقها على هذا النحو لنظام كوفاكس لإعادة توزيعها على الدول الفقيرة.
في هذه الأجواء، قال نجم التنس روجر فيدرر إن الرياضيين “يحتاجون إلى قرار حازم” حول الإبقاء على أولمبياد طوكيو. وأضاف أنه سيتفهم تماما إلغاء الحدث الذي كان قد أرجئ لمدة عام.
وقال لمحطة التلفزيون السويسرية ليمان بلو “لا نسمع الكثير من المعلومات وهذا يجعلني أعتقد أن الألعاب ستنظم على الرغم من أنني سمعت أن الكثير من الناس في طوكيو يعارضون ذلك”.
في الواقع، مددت اليابان حالة الطوارئ التي كانت مفروضة في ست مناطق بينها العاصمة وأضافت ثلاث مناطق أخرى مع ظهور إصابات بفيروس كورونا، قبل عشرة أسابيع فقط من افتتاح الأولمبياد.
في الوقت نفسه، وبناء على نتائج تعتبرها الحكومات مشجعة، تعيد دول عدة خصوصا في أوروبا فتح اقتصاداتها الضعيفة.
ومن هذه الدول اليونان التي رفعت الجمعة كل القيود التي كانت مفروضة على التنقلات منذ سبعة أشهر، لتدشين موسم سياحي طال انتظاره. والشرط الوحيد للسفر إلى هذا البلد هو تلقي لقاح أو تقديم نتيجة فحص تثبت عدم الإصابة بالمرض.
وقالت السائحة الألمانية كارولين فالك (28 عاما) في جزيرة كريت إن “المطاعم مفتوحة ويمكن الذهاب إلى الشاطئ والاستمتاع بالطقس الجيد والقيام ببعض التسوق”. وأضافت أن “تمكننا من الخروج مجددا أمر رائع”.
وفي بولندا باتت المقاهي والمطاعم قادرة على استقبال الزبائن على الشرفات اعتبارا من السبت.
من جهتها، أعلنت إيطاليا رفع الحجر الصحي المحدود الذي فرضته لخمسة أيام، الأحد للسياح الأوروبيين، بينما تتوقع البرتغال أن يستفيد مئات المصطافين البريطانيين اعتبارا من الاثنين من رفع القيود على السفر الذي منحته لشبونة لأول سوق سياحي لها.
تستعد بريطانيا أيضا للقيام بخطوة كبيرة إلى الأمام مع إعادة فتح المتاحف والفنادق والملاعب الإثنين بفضل الانخفاض الحاد في عدد الإصابات بفيروس كورونا بعد فترة طويلة من الحجر وحملات التلقيح التي أجريت بسرعة قصوى.
مع ذلك، حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة من أن المتحور الهندي يمكن أن يعرقل مواصلة رفع الحجر إذا واصل انتشاره، بعد تسجيل عدد مقلق من الإصابات في بعض الأماكن لا سيما في الشمال الغربي وفي لندن.
من جهتها أعلنت فرنسا أن المسافرين القادمين من أربع دول جديدة (كولومبيا والبحرين وكوستاريكا وأوروغواي) من لائحة كانت تضم 12 بلدا، سيخضعون لحجر صحي لمدة عشرة أيام اعتبارا من الأحد.
في الهند وفي أوج تفشي وباء مدمر تعاني ولايات عديدة مع نقص في اللقاحات وخصصت الجرعات المتوفرة منها للراشدين ال600 مليون، للذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاما.
ومع ذلك، بدأ التطعيم بلقاح “سبوتنيك-في” الروسي الجمعة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة. وبدأت الحملة في حيدر آباد (وسط) ، بعد موافقة طارئة على استخدام هذا اللقاح من قبل نيودلهي في 12 أبريل.
وبعدما أغرق العواصم الهندية الكبرى في حالة فوضى إلى جانب نقص في الأدوية واحتياطات الأكسجين وأسرة المرضى، يواصل الفيروس انتشاره في الريف المحروم من البنية التحتية حيث يتم دفن الموتى أو إلقاء جثامينهم في بعض الأحيان في الأنهار، بينما يحاول مرضى علاج أنفسهم باستخدام الأعشاب.
وفي الأيام الأخيرة جرفت المياه أكثر من مئة جثة إلى ضفاف نهر الغانج مما أثار مخاوف من وضع كارثي في أماكن أخرى أيضا.
وقال كيدواي احمد لوكالة فرانس برس في قريته ساداللابور في ولاية اوتار براديش (شمال) “يتركون الناس يموتون”. واضاف إنها “الهند التي نخفيها عن الجميع”.
المصدر : وكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب )