وجهت اتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قضايا فساد، الخميس، مما يثير مزيدا من الغموض بشأن من سيقود البلاد وسط فوضى سياسية بعد إجراء انتخابات مرتين هذا العام دون نتيجة حاسمة.
وأعلن المدعي العام أفيخاي ماندلبليت القرار في بيان وهو الأول من نوعه بحق رئيس وزراء في منصبه. وتشمل الاتهامات الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
وتشير لائحة الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل إلى أن نتنياهو متهم بخيانة الأمانة والاحتيال في القضايا الثلاث ضده فضلا عن تهمة الرشوة في أحد التحقيقات.
ويتولى نتنياهو السلطة منذ عام 2009 وقد هيمن على السياسة الإسرائيلية لجيل كامل وهو الزعيم الأكثر بقاء بالسلطة في البلاد. وقد نفى ارتكاب أي مخالفات في قضايا الفساد الثلاث، قائلا إنه ضحية حملة اضطهاد سياسي.
ولا يلزمه القانون بالاستقالة بعد اتهامه. وقد يتم تأجيل بدء المحاكمة لشهور في حال إجراء انتخابات جديدة وقيام رئيس الوزراء اليميني بتحركات لطلب الحصانة البرلمانية من المقاضاة.
وفي وقت سابق، خلال أحد الأيام الأكثر غرابة في التاريخ السياسي الإسرائيلي، طلب رئيس البلاد من أعضاء البرلمان اختيار مرشح جديد لتشكيل الحكومة بعدما فشل نتنياهو اليميني ومنافسه الوسطي بيني جانتس في تشكيل ائتلاف حكومي، في تطور قد يمهد الطريق لإجراء ثالث انتخابات خلال عام.
وقال الرئيس ريئوفين ريفلين أثناء إعلان إن جانتس لم يحصل على دعم كاف لتشكيل ائتلاف مستقر ”هذه أيام صعبة ومظلمة في تاريخ دولة إسرائيل“.
وأوصت الشرطة في فبراير بأن يوجه ماندلبليت اتهامات جنائية بحق نتنياهو بعد تحقيقات مطولة في القضايا التي يطلق عليها القضايا 1000 و2000 و4000.
وهناك اشتباه في أن نتنياهو قبل بما يخالف القانون منح وهدايا قيمتها 264 ألف دولار قال الادعاء إنها شملت السيجار والشمبانيا من شخصيات نافذه وقدم مزايا تنظيمية مقابل تحسين التغطية لأخباره في أكبر صحيفة في إسرائيل من حيث التوزيع، وهي يدعوت أحرونوت، وفي موقع والا الإلكتروني.
وإذا أدين نتنياهو فقد يواجه عقوبة تصل إلى السجن لعشر سنوات فيما يتعلق باتهام الرشوة أما عقوبة الاحتيال وخيانة الامانة فهي السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وبرغم أنه محل اشتباه، لم يكن ذلك كافيا لمنع معظم حلفائه التقليديين من التمسك به في مفاوضات الائتلاف، مما عرقل فعليا طريق جانتس إلى رئاسة الوزراء.
لكن الانتخابات التي أجريت مرتين ولم يفز بها نتنياهو ولا جانتس كشفت عن نقطة ضعف نادرة لدى رئيس الوزراء بعد أن قضى عشر سنوات في منصبه.
ويأتي المأزق السياسي المطول في وقت صعب لإسرائيل ولأبرز رجل دولة بها محليا ودوليا.
فقد تعمق الصراع مع عدوها اللدود إيران وضربت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا إيرانية في سوريا الأربعاء بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل، في حين اشتبكت مع نشطاء فلسطينيين في غزة الأسبوع الماضي.
وقد يؤدي توجيه الاتهامات إلى تعقيد إعلان خطة الإدارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها بسبب تهديد المستقبل السياسي لأحد الأطراف الرئيسية.
المصدر: رويترز