بعد حالة حرب وعداوة لأكثر من ستة عقود ،وافقت الصين وتايوان خلال محادثات تاريخية اليوم الثلاثاء على إقامة مكاتب تمثيلية في أقرب وقت ممكن، على الرغم من القضايا السياسية الحساسة مثل توقيع معاهدة سلام رسمية بين الجانبين .
كانت المحادثات بين وزير شئون البر الرئيسي في تايوان وانج يو تشي ونائب وزير الخارجية الصيني زانج تشى جيون، الذي يرأس مكتب شؤون تايوان الذى أسس لاول مرة لتولى شئون العلاقات مع الجزيرة منذ إنشاء جمهورية الصين الشعبية عام 1949.
ولقد ظل الحزب الشيوعي الحاكم فى الصين يعتبر تايوان اقليما منشقا طوال هذه العقود ، و لم يستبعد أبدا استخدام القوة لاستعادة السيطرة على الجزيرة بعد السيطرة على البر في نهاية الحرب الأهلية التى هزُم فيها القوميون أمام الشيوعيين ، و اضطروا للفرار إلى تايوان .. ولكن مع نمو الروابط الاقتصادية بشكل كبير في السنوات الأخيرة بدأت بكين تنتهج سياسات جديدة تبتعد عن التصعيد.
وقد وصف “وانغ” وزير شئون البر الرئيسي في تايوان اللقاء الذى عقد فى مدينة نانجينج شرقى الصين، بانه ” مثمر وفرصة لم يكن يمكن تصورها في السنوات السابقة”، و ان الاتفاق الذى وقع اليوم يعد خطوة كبيرة نحو توسيع الحوار عبر المضيق ليتجاوز القضايا الاقتصادية والتجارية .
بينما رد عليه ” تشانغ” نائب وزير الخارجية الصيني ، بأنه يجب ألا يتم اطلاق ” العنان للخيال أكثر من اللازم” بشان تطور العلاقات بين البلدين ، مشيرا الى “ضرورة تحمل مسؤوليات التوقعات الكبرى “.
وذكرت وكالة الانباء الصينية ” شينخوا” ان الجانبين اتفقا على إقامة مكاتب تمثيلية “في أقرب وقت ممكن” و ان اقتصرت فى البداية على اثنين من المنظمات شبه الرسمية التي تتعامل مع العلاقات بين البلدين.. كما اتفقت الصين وتايوان أيضا على تعميق العلاقات الاقتصادية و”التعامل بشكل ملائم ” مع القضايا الخاصة بالرعاية الطبية للطلاب في أي مكان.
كان الموقف الصينى قد شهد تغييرا واضحا فى اكتوبر الماضى ، بعد اعلان الرئيس الصيني” شي جين بينج ” ضرورة التوصل إلى حل سياسي بين البر الرئيسى والجزيرة بعد ان اصبح امرا لا يمكن تأجيله إلى الأبد.
لكن على الجانب الاخر ، أعلن الرئيس التايواني “ما يينج جيو” انه لا توجد حاجة ملحة لاجراء محادثات سياسية وانه يريد التركيز على التجارة و الاقتصاد .. ومنذ توليه منصبه في عام 2008، وقعت تايوان سلسلة من الاتفاقات الخاصة بالتجارة والاقتصاد مع الصين جعلتها أكبر شريك تجاري لتايوان.. ولكن ازدهار التجارة لم يحقق تقدما بشأن المصالحة السياسية أو خفض التأهب العسكري على كلا الجانبين.
المصدر: الوكالات