ترى مجلة “بولتيكو” الأمريكية أنه رغم الانتقادات والتحديات التي تواجه رجل الأعمال الأمريكي ومالك شركة أكس “تويتر سابقا” أيلون ماسك في عالم السياسة، فإن ترشيحه لرئاسة لجنة حكومية تحت إدارة دونالد ترامب حال فوزه يمثل خطوة جريئة قد تعيد تشكيل دوره كأحد أبرز رجال الأعمال في السياسة الأمريكية.
وذكرت المجلة أنه مع تعقد المشهد السياسي والتحديات المترتبة على إدخال رجال الأعمال في مجالات السياسة، تظل الأسئلة حول تأثير هذه الخطوة على النظام الحكومي والثقة العامة قائمة.
جدير بالذكر أن الرئيس السابق دونالد ترامب كشف عن خطته لتعيين إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، على رأس لجنة حكومية تهدف إلى تعزيز كفاءة الحكومة.
وقد ترفع هذه الخطوة ماسك إلى مستوى غير مسبوق، إذ يمكن أن يجعله أحد أبرز رجال الأعمال في السياسة الأمريكية، بما يشمل مجالات الأعمال والإعلام والسياسة.
وتبقى حتى الآن تفاصيل اللجنة التي سيترأسها ماسك غامضة، ولكن أي دور رسمي في الحكومة من شأنه أن يمنح ماسك، مالك شركة تسلا وسبيس إكس و”ستارلينك” و”إكس” (سابقًا تويتر)، تأثيرًا أكبر.
يذكر أن هذه الشركات قد استفادت من عقود فيدرالية وامتيازات ضريبية وحوافز حكومية. وقالت دانيل بريان، رئيسة مشروع الرقابة على الحكومة، إن هذه الخطوة تثير “كل أنواع النزاعات حول تضارب المصالح”.
وأشارت المجلة إلى أن تعيين ماسك في إدارة ترامب المحتملة قد يعكس نهج ترامب في التعامل مع الحكومة، حيث سبق له أن عين مليارديرات مثل ويلبر روس وستيفن منوشين في حكومته. لكن ماسك يختلف عنهم بسبب شخصيته العامة الكبيرة وتأثيره المباشر من خلال مشاريع التكنولوجيا الكبرى.
ووصف بيتر ليدن، مؤسس شركة “رينفينت فيوتشرز”، ماسك بأنه مثال جديد على رجال التكنولوجيا الذين يعتقدون أن بإمكانهم حل المشكلات الحكومية كما فعلوا في مجالاتهم الخاصة. وأكد أن هناك الكثير من هؤلاء الشخصيات في مجال التكنولوجيا، وأن ماسك هو أحدثهم.
وفي حين أن تحول ماسك من مبتكر في مجال السيارات الكهربائية إلى رائد في مجال الفضاء ثم إلى مالك لوسائل الإعلام لم يكن مفاجئًا، إلا أن دخول ماسك إلى عالم السياسة قد يكون أكثر تعقيدًا. فالتعامل مع البيروقراطية الفيدرالية قد يكون تحديًا لشخص غير معتاد على تعقيدات النظام الحكومي، كما يقول الخبراء.
ولفتت المجلة إلى أن ماسك يعد معارضا للرقابة الحكومية، خصوصًا في ولاية كاليفورنيا، حيث كان له نزاعات طويلة مع الحكومة المحلية والنقابات. وخلال جائحة كورونا، تحدى أوامر الصحة العامة المحلية واستمر في تصنيع السيارات في مصنع تسلا في فريمونت. وقد هدد بنقل مقر الشركة إلى ولاية تكساس، وهو ما فعله بالفعل جزئيًا، لكنه واصل توسيع عمليات تسلا في كاليفورنيا.
وواجه ماسك أيضًا تدقيقًا قانونيًا بسبب ممارسات العمل في شركتي تسلا و”إكس”. فقد وجدت محكمة في كاليفورنيا أن ماسك ومديري تسلا انتهكوا قوانين العمل من خلال تعطيل محاولات تنظيم العمال. كما قام مئات من موظفي تويتر السابقين بمقاضاة ماسك بعد استحواذه على المنصة، متهمين إياه بعدم دفع تعويضات.
ونما اندفاع ماسك إلى السياسة الوطنية مع شرائه لموقع تويتر عام 2022، والذي أعاد تسميته لاحقًا باسم “إكس”. فتحت قيادته، شهدت المنصة موجات من التسريحات الكبيرة وتنفيذ رؤية جديدة تعزز حرية التعبير، وهو ما جذب انتقادات حزبية لدوره في تمكين المعلومات المضللة والتنمر على المنصة. وتحت قيادة ماسك، انخفضت قيمة “إكس” بشكل كبير وفقد المستثمرون أكثر من 24 مليار دولار.
المصدر: أ ش أ