أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات نادرة مع نظيره الأمريكي جون كيري اليوم الأحد وقال انه إذا أخفقت إيران في تحويل اتفاق مؤقت يهدف إلى انهاء خلاف قائم منذ نحو عشرة أعوام حول برنامجها النووي إلى اتفاق دائم فستكون “كارثة”.
وفي مؤشر على تحسن الاجواء بين إيران والغرب قال ظريف انه اجرى محادثات ثنائية مع كيري ووزراء اخرين من القوى الست التي تتفاوض مع طهران خلال مؤتمر الامن الذي عقد في ميونيخ بألمانيا على مدى ثلاثة أيام.
وتطرقت المحادثات إلى المفاوضات التي ستبدأ في فيينا في 18 فبراير عندما تحاول إيران والقوى العالمية الست خلال فترة مدتها ستة اشهر استخدام الاتفاق المؤقت الخاص بأنشطة طهران النووية كأساس للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال ظريف في المؤتمر “ما استطيع ان اعد به هو اننا سنذهب إلى تلك المفاوضات بإرادة سياسية ونوايا طيبة للتوصل إلى اتفاق لانه سيكون من الحمق ان نساوم من اجل ستة اشهر.”
وأضاف بعد اجتماعه مع كيري “ستكون كارثة للجميع ان تبدأ عملية ثم تنهيها فجأة خلال ستة اشهر”. وحث وزير الخارجية الأمريكي نظيره الإيراني على ان تقوم طهران بدور للمساعدة في انهاء الصراع في سوريا.
وقال ظريف إن أمام الغرب وإيران فرصة تاريخية لتحسين العلاقات. وأضاف “اعتقد اننا بحاجة إلى انتهازها.”
وتصر إيران على ان برنامجها النووي سلمي تماما لكن الدول الغربية تشك منذ فترة طويلة في أن طهران تسعى لاكتساب القدرة على انتاج سلاح نووي.
ووافقت إيران بموجب اتفاق مؤقت ابرمته في نوفمبر تشرين الثاني الماضي مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على وقف اكثر عملياتها النووية حساسية مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري أكد لظريف أهمية تفاوض الجانبين بنية صادقة والتزام ايران بتعهداتها بموجب اتفاق نوفمبر .
وعلقت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بعض العقوبات على إيران بموجب الاتفاق المؤقت لكن كيري اوضح لظريف ان الولايات المتحدة ستواصل تطبيق عقوبات اخرى.
وكان كيري وظريف اجتمعا عدة مرات منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في يونيو حزيران الماضي مما ادى إلى تحسن العلاقات مع الغرب بعد مواجهات سياسية وتصريحات عدائية على مدى سنوات.
وقال ظريف إن إيران مستعدة لبحث مسائل مهمة محل خلاف في المفاوضات النووية لكنه أضاف انه ما زال هناك انعدام ثقة متبادل بما في ذلك انعدام الثقة بين الإيرانيين تجاه نوايا الغرب.
لكن ظريف قال أمس السبت إن إيران غير مستعدة للتخلي عن الابحاث المتصلة باجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتنقية اليورانيوم في اطار اتفاق نووي نهائي.
وأبدى ظريف رغبته في تحسين الاجواء مع المملكة العربية السعودية قائلا انه مستعد للمحادثات في اي وقت. وقال “اعتقد ان إيران والسعودية لديهما مصلحة مشتركة في وجود بيئة امنية..الانقسامات الطائفية والتطرف في المنطقة لن يفيد احدا منا…نستطيع العمل سويا من اجل ان تكون المنطقة اكثر امنا. ليست هناك حاجة للتنافس.”
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إنه يجب توضيح الابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني وأضاف أن وكالته تريد ايضا استيضاح قضية الكميات الصغيرة من البولونيوم-210 التي انتجها مفاعل بحثي في طهران.
وقال أمانو أمام مؤتمر ميونيخ “يمكن استخدام البولونيوم لاغراض مدنية مثل البطاريات النووية ولكن يمكن ايضا استخدامه كمصدر للنيوترون لانتاج أسلحة نووية.”
وأبرمت إيران في نوفمبر اتفاق تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتعهد فيه بأن تكون اكثر انفتاحا بشأن انشطتها النووية. ومن المقرر ان تعقد الوكالة اجتماعا جديدا مع إيران في طهران في الثامن من فبراير شباط لمناقشة الاجراءات المستقبلية.
وحث وزير الخارجية السويدي كارل بيلت -الذي من المقرر ان يزور طهران قريبا- إيران على “الكشف عن حقيقة” انشطتها النووية السابقة قائلا ان بعض اجهزة المخابرات تعتقد ان إيران امتلكت برنامجا للأسلحة النووية حتى اوائل عام 2003.
وقال كريستوفر مورفي العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي اثناء المؤتمر انه لا يعتقد ان مجلس الشيوخ الأمريكي سيصوت على مشروع قانون جديد لتوقيع عقوبات على إيران. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما هدد باستخدام حق النقض على اي تشريع يضر بالمحادثات مع إيران.
لكن جون مكين العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ تحدث بلغة حذرة وقال ان إيران لها سجل طويل من الخداع واتهمها بالغش.
وأضاف أمام مؤتمر ميونيخ “هناك ثلاثة مكونات للاسلحة النووية هي الرأس الحربي ونظام التوصيل والمادة نفسها. انهم مستمرون ويغشون في اول عنصرين دون اي قيد من اي نوع.”
المصدر: رويترز