أكدت إيران اليوم الجمعة على لسان وزير خارجيتها، أنها لا تعتزم “الابتعاد” عن المباحثات بشأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، في ظل امتعاض غربي من طهران جراء عدم تلقي “إشارة واضحة” حول نيتها استئناف التفاوض المعّلق منذ أشهر.
وقال الوزير حسين أمير عبداللهيان “لا نريد الابتعاد عن طاولة المفاوضات (…) سنقوم بالتأكيد باستئناف المفاوضات التي تخدم حقوق أمتنا ومصالحها”، وذلك في لقاء مع وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.
وأشار الى أن حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي تدرس “مقاربات حول مسألة العودة الى المفاوضات، وإن شاء الله، سنعود الى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة”.
وتأتي تصريحات أمير عبداللهيان من نيويورك حيث يترأس وفد بلاده الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت هذا الأسبوع.
وعلى هامش هذه الاجتماعات، لم يخف مسؤولون أمريكيون وأوروبيون امتعاضهم لعدم تقديم الجمهورية الإسلامية “إشارة واضحة” بعد حول نيتها استئناف المفاوضات لانقاذ اتفاق العام 2015 الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس “لم نحصل بعد على موافقة ايران على العودة الى فيينا لمواصلة المحادثات، والسؤال هو معرفة ما اذا كانت إيران مستعدة لذلك ومتى”، مضيفا “ننتظر ردا”.
وعقد أمير عبداللهيان خلال وجوده في نيويورك، لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق، ممن كانوا حاضرين في المدينة الأمريكية، الا أنه لم يتم عقد لقاء مشترك بين كل وزراء هذه الدول ونظيرهم الإيراني.
وأبرمت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا)، اتفاقا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.
وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا ان مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.
من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأمريكي.
المصدر: الفرنسية (أ ف ب)