انطلاق قمة المناخ COP 26 بجلاسكو .. وجونسون يدعو إلى بذل أقصى الجهود للحفاظ على كوكب الأرض
انطلقت فعاليات قمة المناخ COP 26 بمدينة جلاسكو الاسكتلندية بمشاركة وفود وممثلى 197 دولة في محاولة لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى بذل أقصى الجهود من أجل الحفاظ على كوكب الأرض.
وقال جونسون – في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة الـ 26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ في جلاسكو لتغير المناخ، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين – ” إننا نجتمع اليوم والساعة البيئية تدق إيذانا بانتهاء كوكب الأرض إن لم نبذل قصارى جهدنا للحفاظ عليه” .
وأضاف أن كل لحظة تدق الساعة قائلة لنا “إن حياتنا دقائق وثواني وعلينا أن نستغلها وعلينا أن نعمل خلالها للحفاظ على كوكب الأرض”.
ونبه إلى أن أن كوكب الأرض أصبح تحيط به سحابة كثيفة من الملوثات، ولم يصنعها سوى الإنسان وبالتالي فإن علينا ألا نتجاهل مطلب خفض معدل الاحترار بمقدار درجتين .
وأوضح أنه يمكن أن نضيف إلى هدفنا هذا أهداف أخرى مثل مواجهة الأعاصير ومواجهة الفيضانات، وقال ” إن لم نفعل هذا فاننا سنقول وداعا لمدن بأكملها “.
واستطرد قائلا ” إن الساعة تدق قائلة للجنس البشري تحركوا وإلا فإن الأمور إلى انتهاء، وسيكون الوقت متأخرا للغاية ولن نستطيع أن ننقذ أجيالنا القادمة”.
وأكد أنه يجب علينا الآن اتخاذ إجراء حقيقي يلتزم به الجميع هنا في جلاسكو في اسكتلندا ، وقال إنه ” لدينا التكنولوجيا التي تمكنا من هذا وبالطبع لا نستطيع أن نقول أنه يمكننا القضاء على كل تلك المشكلات دفعة واحدة . فقد انتهى آوان ذلك ولكن نستطيع أن نعالج تلك التحديات واحدة تلو الأخرى”.
شدد جونسون، على ضرورة إيقاف محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم؛ وذلك لأنه يعد أكبر ملوث للبيئة بانبعاثات الكربون، والكثير من الغابات أصبحت في حكم المقضي عليها بفعل التلوث، وطالب بزراعة الكثير من الغابات بدلا من التي تم اقتطاعها لأنها السبيل الوحيد للحفاظ على البيئة حيث أنها تبث الأكسجين وتستنشق بدلا منه ثاني أكسيد الكربون.
وطالب بالكف عن استخدام كل الآلات التي تعمل بالفحم، لافتا إلى أنه “منذ عقود طويلة أخرجنا من القمة تلك القطارات التي تعمل بالبخار والتي كانت تنفث سموم الكربون في الهواء، وأن المشتركين والمجتمعين في باريس منذ 6 سنوات تعهدوا بتخصيص مبلغ 100 مليون دولار أمريكي عام 2020 ونأمل أن يلتزم الجميع بما تعهدوا به”.
وتابع قائلا: “علينا أن نعمل مع كافة البنوك والجهات المانحة متعددة الأطراف، ونحدد سويا المشروعات التي تمكننا من نزع فتيل هذه المخاطر التي تحدق بنا وأصبحت خطرا داهما يقابلنا، وعلينا أن نجد التمويل باستخدام هذه التكنولوجيا”.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أنه تم وضع استراتيجية للقضاء على هذه المخاطر بحلول 2030 وربما 2060، مؤكدا أن العالم في نقطة فارقة سيتذكرها التاريخ، نقطة فارقة تاريخية على الجميع أن يحسن استغلالها وأن يحسن استغلال الموارد المتاحة وأن يعمل على تضافر الجهود للقضاء على هذه الملوثات.
من جانبه، أعلن رئيس مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب 26) ألوك شارما خلال افتتاح القمة في جلاسكو أن هذه القمة هي “الأمل الأخير والأفضل” لتقليل درجة حرارة الكوكب بـ 1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وأضاف شارما في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يستمر حتى يوم 12 نوفمبر الجارى أنه خلال وباء كوفيد-19 “تواصلت ظاهرة تغير المناخ.. تأثيرات تغير المناخ بدأت الظهور في كل أنحاء العالم على شكل “فيضانات وأعاصير وحرائق غابات ودرجات حرارة قياسية.. نعلم أن كوكبنا يتغير نحو الأسوأ”.
وأوضح “إذا عملنا الآن وعملنا معا، سيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الثمين”.
ويقول خبراء إن القيام بخطوات ملموسة في السنوات العشر المقبلة سيكون الحل الوحيد للمساعدة في الحد من الآثار المدمرة.
ويأخذ مؤتمر الأطراف هدفه من اتفاق باريس التاريخي الذي أبرم في العام 2015 والذي شهد موافقة الدول على وضع حد للاحترار العالمي عند “أقل بكثير” من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة مئوية إذا أمكن.
وقالت المنسقة في شؤون المناخ في الأمم المتحدة باتريشا إسبينوزا خلال افتتاح “كوب 26” في جلاسكو إنه يجب على الدول تغيير طريقة عملها أو قبول فكرة “أننا نستثمر في انقراضنا”.
وتوصف قمة كوب 26 بأنها فرصة أخيرة لقادة العالم في إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.
وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية.
وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحا لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع.