حذر خبراء من خطط عسكرية أمريكية جديدة لتحويل الحشرات إلى “فئة جديدة من الأسلحة البيولوجية”، قائلين إن هذه الحشرات المعدلة يمكن استخدامها لنشر الفيروسات المعدلة وراثياً بالمحاصيل في إطار برنامج Insect Allies.
وحذر الخبراء أيضاً أيضاً من أن مثل هذا الإجراء ستكون له عواقب وخيمة، ويمكن أن يشكل تهديداً كبيراً للأمن البيولوجي العالمي.
ومع ذلك، تنقل صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (داربا) المسؤولة عن تطوير تقنيات عسكرية في الولايات المتحدة إنها تحاول فقط تعديل المحاصيل التي تنمو في الحقول باستخدام الفيروسات لنقل التغييرات الجينية للنباتات.
ونظرياً، ستسمح هذه الهندسة السريعة للمزارعين بالتكيف مع الظروف المتغيرة، على سبيل المثال عن طريق إدخال الجينات المقاومة للجفاف بالذرة بدلاً من زراعة البذور المعدلة سلفاً.
لكن العلماء انتقدوا هذا الهدف البريء كما يبدو، بحجة أن الخطة خطيرة، وأنه سيكون من الصعب السيطرة على الحشرات المحملة بالفيروسات الصناعية. وأضافوا أنه بالرغم من أن “داربا” تعمل على هذا المشروع منذ 2016، إلا أنها فشلت في تبرير وجود مثل هذا البرنامج بشكل لائق.
وقال المحامي فيليكس بيك بجامعة فرايبوغ للصحيفة “بالنظر إلى أن (درابا) وكالة عسكرية، فإننا نتفاجأ بأن الجوانب الواضحة والمتعلقة بالاستخدام المزدوج لهذا البحث لم تحظ باهتمام كبير”، موضحاً أنه وزملاءه من الخبراء لم يلمحوا إلى أن الجيش الأمريكي أراد إنتاج أسلحة بيولوجية، لكن الاستخدامات الزراعية المقترحة ليست معقولة لعدد من الأسباب، أولها لأنه إذا أراد المزارعون استخدام فيروسات معدلة وراثياً لتحسين محاصيلهم فلا سبب لعدم استخدام معدات الرش التقليدية.
وأضاف أن السؤال الواضح تماما يتعلق بقدرة الفيروسات المختارة من أجل التنمية على الانتقال من نبات إلى نبات -والانتقال من النبات إلى الحشرات إلى النبات- لم يتم التطرق إليه في خطة عمل “داربا” على الإطلاق.
وأوضح فريق الخبراء قضيتهم في مجلة العلم بأنه إذا لم يكن هناك مبرر لبحوث برنامج Insect Allies، فقد تفهم على أنها انتهاك لاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالأسلحة البيولوجية.
ولمنع أي شبهة وتجنب تشجيع الدول الأخرى على تطوير تكنولوجياتها الخاصة بهذا المجال، دعا الخبراء إلى المزيد من الشفافية من “داربا” إذا كانت تنوي متابعة مثل هذه البرامج.
المصدر: وكالات