كشفت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، أمس الخميس، النقاب عن أن تنظيم “داعش” الإرهابي يجوع الأطفال اليزيديين الأسرى لديه ويخبرهم بأنهم سيأكلون ما يبغون في الجنة، ويخدعوهم بالقول إن الوصول إلى الجنة عن طريق تفجير أنفسهم.
وقالت الصحيفة -في تقرير بثته على موقعها الألكتروني – إن هذا الدرس كان جزء من تلقين عناصر التنظيم للأولاد المنتمين لأقلية اليزيديين في العراق، بعد أن اجتاح الإرهابيون بلداتهم وقراهم في شمال العراق.
وأضافت الصحيفة أن الإرهابيين دربوا مئات الأطفال هناك بعضهم في السابعة أو الثامنة من عمرهم، ليصبحوا مقاتلين ومفجرين انتحاريين، أما الأطفال الذين تمكنوا من الهرب بنجاح فيعيشون الآن في مخيمات نازحين مع ما تبقى من عائلاتهم.
ونقلت الصحيفة عن أحمد أمين (17 عاما) الذي يقيم في مخيم بشمال العراق، أنه حتى بعد هروبه من “داعش” لا يزال خائفا منهم..موضحا أنه عند اجتياح “داعش” لبلدتهم في سنجار حاول الهروب مع عائلته إلا أن الإرهابيين قبضوا عليه مع شقيقه أمين (13 عاما) و4 من أبناء عمومتهم.
وقال أحمد إن الإرهابيين اقتادوا الأولاد إلى مدينة تلعفر على بعد 50 كيلومترا، حيث أبقوا عليهم مع عشرات من الأولاد والمراهقين الآخرين في ما يشبه مدرسة، بينما تم أخذ الرجال وتركت النساء والبنات في سنجار، التي استطاعت القوات الكردية بالعراق تحرير جزء كبير منها في نوفمبر 2015.
وكان أحمد بين نحو 200 ولد يزيدي تم إرسالهم إلى معسكر تدريب لمدة شهرين في تلعفر، حيث درسوا التفسيرات المتطرفة لتنظيم “داعش” حول الدين الإسلامي، بجانب كيفية إطلاق النار من البنادق والمسدسات، كما شاهدوا مقاطع مصورة لكيفية استخدام حزام ناسف وإلقاء قنبلة أو ذبح شخص.
ونقلت الصحيفة في تقريرها تجربة طفل يزيدي آخر وهو أكرم رشو خلف الذي كان في السابعة فقط عندما اجتاح “داعش” بلدته، وحاولت عائلته الفرار لكن الإرهابيين فتحوا النار عليهم وعانى أكرم نفسه من إصابات شظايا ورصاص في بطنه ويده، وبعد علاجه في مستشفى سيطر عليها الإرهابيون لم يسمع عن والديه مرة أخرى.
ويتذكر أكرم أنه تم نقله إلى مدينة الرقة السورية -العاصمة المزعومة للتنظيم- حيث كان يقوم الإرهابيون بإلقاء كرات على أدمغة الأطفال وضرب من يبكي منهم، أما من لا يبكي فكانوا يشيدوا به ويخبروه بأنه يوما ما سيصبح انتحاريا.
وتحدث أكرم عن تدريبات تضمنت الزحف على بطونهم عبر حواجز وإطارات مشتعلة، والقفز فوق عوائق وعبر أسطح المباني،..مشيرا إلى أنه لم يكن قويا بما يكفي لحمل سلاح لذلك تم إجباره ليكون خادما.
وبعد عامين من احتجاز أكرم، تلقى عمه صورة لإبن أخيه يرتدي زيا أسود مع عرض لتهريبه خارج الرقة مقابل10.500 دولار أمريكي، وهو أمر شائع في سوريا.