لمحت إسرائيل وجماعة حزب الله اليوم الخميس إلى عدم الرغبة في تصعيد الاشتباكات التي دارت بينهما على الحدود أمس وقتل فيها مسلحون لبنانيون جنديين إسرائيليين ردا على ضربة جوية في سوريا أدت إلى مقتل عدد من رجال حزب الله الأسبوع الماضي.
وقالت إسرائيل إنها تلقت رسالة من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في المزيد من التصعيد.
وفي بيروت صرح مصدر لبناني مسؤول بأن إسرائيل أبلغت حزب الله عبر اليونيفيل بأنها “ستكتفي بما حصل بالأمس وانها لا تريد توسيع المعركة”
وردا على سؤال لاذاعة الجبش الاسرائيلي عما إذا كان حزب الله قد سعى للتهدئة قال وزير الدفاع موشيه يعلون “توجد خطوط تنسيق بيننا وبين لبنان عبر اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة) وتم تسلم رسالة بهذا المعنى من لبنان فعلا.”
وقتل رائد في مشاة الجيش الاسرائيلي ومجند عندما كانا يستقلان سيارات مدنية لا تحمل أي إشارة على طول الحدود اللبنانية يوم الاربعاء.
وردت إسرائيل بقصف مدفعي وجوي ما أدى إلى مقتل جندي إسباني يعمل ضمن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان. وألقى السفير الاسباني لدى الامم المتحدة باللائمة على النيران الاسرائيلية في مقتله.وقالت اسرائيل يوم الخميس ان نائب وزير خارجيتها التقى بالسفير للتعبير عن أسفه ووعد باجراء تحقيق.
ويعد هذا الصدام الأخطر على تلك الحدود منذ عام 2006 عندما خاض حزب الله واسرائيل حربا إستمرت 34 يوما. وبدت منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية هادئة اليوم الخميس على الرغم من أن وسائل الاعلام اللبنانية ذكرت ان طائرات بدون طيار تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي حلقت في الأجواء اللبنانية.
ويبدو ان لدى الطرفين مصلحة في تجنب المزيد من التصعيد. إذ أن حزب الله المدعوم من إيران والذي وصلت معه إسرائيل الى طريق مسدود في حرب عام 2006 منشغل حاليا بدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الحرب في سوريا. كما أنه يأخذ في الإعتبار التهديد بالدمار الذي أحدثته إسرائيل في لبنان في حال دخلت حربا مفتوحة مع اسرائيل.
أما إسرائيل التي تستعد لإجراء إنتخابات عامة في 17 مارس لم تنس بعد تكاليف هجومها على قطاع غزة العام الماضي ضد مقاتلين فلسطينيين يملكون أسلحة ضئيلة قياسا بصواريخ حزب الله بعيدة المدى.
وأكد لبنان في بيان لمجلس الوزراء عقب اجتماعه يوم الخميس على تجنيب البلاد “الانزلاق نحو تدهور أمني واسع في الجنوب تكون له انعكاسات خطيرة على البلاد”.
وأكد المجلس حرصه على “استتباب الأمن والأستقرار في الجنوب والمناطق اللبنانية كافة وضرورة تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي بجر لبنان إلى مواجهة واسعة تهدد دول المنطقة وشعوبها والسلم الاقليمي برمته.
وقال يعلون في مقابلة إذاعية منفصلة “لا يمكنني القول أن الأحداث باتت وراء ظهرنا… وإلى أن تهدأ المنطقة تماما ستظل قوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة وجاهزة.”
ووصف يعلون هجوم حزب الله يوم الاربعاء بأنه جاء “انتقاما” لهجوم اسرائيلي يوم 18 يناير كانون الثاني في جنوب سوريا أسفر عن مقتل أعضاء بارزين في حزب الله وضابط إيراني كبير.
ولم تعترف اسرائيل رسميا بشن الغارة لكن يعلون قال إنها أخرت جهود حزب الله وايران “لفتح جبهة جديدة” ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر وهو متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان حزب الله استخدم في هجوم يوم الأربعاء صواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت أطلقت من مسافة تتراوح بين 4 و 5 كيلومترات.
وربط ليرنز مهارة حزب الله في هذا الهجوم بتدخله في سوريا قائلا “هذا لا ينبغي ان يشكل مفاجأة كبيرة نظرا لأنه اكتسب الكثير من الخبرة القتالية على مدى العامين الماضيين.”
ولم يؤكد مسؤولو اليونيفيل على الفور او ينفوا الرسائل بين حزب الله واسرائيل. وتقول قوة اليونيفيل انها ليست لديها إتصالات مع حزب الله لكنها على اتصال بالحكومة اللبنانية وحزب الله جزء منها.
وقال متحدث باسم اليونيفيل ان رئيس البعثة كان على اتصال وثيق مع الجانبين طوال اليوم. وقال اندريا تنينتي المتحدث باسم اليونيفيل أن قناة الاتصال “ما تزال مفتوحة الآن وتبقى دائما مفتوحة من اجل مطالبة كافة الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس”
وشنت القوات الاسرائيلية حملة يوم الاربعاء بحثا عن أنفاق يشتبه في ان يكون حزب الله قد استخدمها لارسال مقاتلين عبر الحدود وهو تكتيك كان يستخدمه مقاتلو حركة حماس الفلسطينية خلال حرب غزة عام 2014.
وقال يعلون لراديو الجيش الاسرائيلي “لم يتم العثور على انفاق حتى الان”.
المصدر: رويترز