تسببت الضربات الجوية الإسرائيلية لقطاع غزة في استشهاد أربعة فلسطينيين آخرين قبل فجر اليوم الجمعة مما رفع عدد القتلى في الحملة المستمرة منذ أربعة أيام إلى 97 شهيدا على الأقل في حين سقط صاروخ فلسطيني على صهريج وقود في محطة بنزين إسرائيلية مما أشعل حريقا ضخما.
ولمح زعماء إسرائيل إلى أنهم قد يأمرون بأول غزو بري للقطاع الساحلي منذ خمس سنوات. وتمت تعبئة نحو 20 ألفا من قوات الاحتياطي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن هجمات بحرية وجوية جديدة في ساعة مبكرة يوم الجمعة ولم يذكر تفاصيلِ. واستشهد رجل وصفه مسؤولون فلسطينيون بأنه صيدلي في ضربة جوية استهدفت منزلا في مدينة غزة. وقال مسعفون وسكان إن طائرة إسرائيلية قصفت أيضا منزلا من ثلاثة طوابق في مدينة رفح بجنوب القطاع مما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص.
ولم تتسبب الهجمات الصاروخية على إسرائيل في وفيات لأسباب منها نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي الذي مولت الولايات المتحدة جانبا منه.
غير أن متحدثا باسم خدمات الإسعاف قال إن ثمانية أشخاص أصيبوا وأحدهم في حالة خطيرة بعد أن سقط صاروخ يوم الجمعة على صهريج وقود في محطة بنزين في مدينة أسدود بإسرائيل. وأخمد رجال الإطفاء الحريق.
وقال الجيش إنه تم اعتراض ثلاثة صواريخ فوق تل أبيب صباح اليوم.
وحدث أيضا تبادل لإطلاق النار عبر الحدود الشمالية لإسرائيل. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن صاروخين سقطا يوم الجمعة على شمال إسرائيل لكنها لا تعرف من الذي أطلقهما. وردت إسرائيل بتصويب نيران المدفعية.
وقال البريجادير جنرال موتي ألموز كبير المتحدثين العسكريين إن أحد الصاروخين سقط قرب مزرعة كفار يوفال التعاونية دون أن يسبب أي إصابات أو أضرار.
وقال الفلسطينيون إن دبابات إسرائيلية أطلقت قذائف شرقي رفح وإن قوات بحرية قصفت مجمعا أمنيا في مدينة غزة بينما قصفت طائرات مواقع قرب الحدود مع مصر وإسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان نقله التلفزيون الخميس “حتى الآن المعركة تمضي حسب المقرر لكننا يمكن أن نتوقع مزيدا من المراحل في المستقبل. حتى الآن ضربنا حماس والمنظمات الإرهابية بقوة ومع استمرار المعركة سنزيد الضربات لهم.”
والحملة المستمرة منذ أربعة أيام هي الأعنف منذ أكتوبر 2012 عندما استشهد نحو 160 فلسطينيا وستة إسرائيليين خلال حملة إسرائيلية لمعاقبة حماس على الهجمات الصاروخية. وتوقف ذلك الهجوم في النهاية بعد وساطة مصرية.
وإذا شنت إسرائيل غزوا بريا لغزة فسيكون هو الأول منذ حرب دارت في أوائل عام 2009 وقتل فيها 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.
وقال وزير الدفاع موشي يعلون “أمامنا أيام طويلة من القتال.”
ورد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري بنبرة تتسم بالتحدي عندما سئل عن تصريحات يعلون وقال إن ظهور الفلسطينيين أصبحت للحائط وليس لديهم ما يخسرونه. ومضى يقول إن الفلسطينيين مستعدون للقتال حتى النهاية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس وجماعات أخرى أطلقت حوالي 550 مقذوفا على إسرائيل منذ يوم الثلاثاء.
وسقطت بعض الصواريخ على مسافة تزيد على 100 كيلومتر من غزة. ودوت صفارات الإنذار شمالا حتى مدينة حيفا في إسرائيل يوم الجمعة لكن الشرطة قالت إنها لم تعثر على بقايا الصواريخ التي قالت حماس إنها أطلقتها.
وقال الجيش إنه استهدف نحو 210 مواقع في قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية منها “قاذفات صواريخ بعيدة المدى ومنشآت لقيادة حماس وأنفاق للإرهاب والتهريب.”
وقال مسؤولون طبيون في غزة إن 70 مدنيا على الأقل بينهم أطفال كانوا بين القتلى الذين سقطوا منذ بدء الحملة يوم الثلاثاء.
وجاء الهجوم بعد تصاعد العنف عقب مقتل ثلاثة طلاب إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة الشهر الماضي ومقتل فتى فلسطيني بالقدس في هجوم انتقامي على ما يبدو.
وزادت الهجمات الصاروخية الفلسطينية بعدما اعتقلت القوات الإسرائيلية مئات النشطاء من حماس في الضفة الغربية في إطار بحثها عن الفتية الإسرائيليين الثلاثة الذين تقول إسرائيل إن حماس هي التي خطفتهم وقتلتهم.
وتقول إسرائيل إنها ضربت أكثر من ألف هدف في غزة من الجو والبحر من بينها منازل قيادات النشطاء التي تصفها بأنها مراكز للقيادة والتحكم.
وتقول حماس إن إسرائيل قصفت 200 منزل على الأقل منذ يوم الثلاثاء وإن معظم القتلى سقطوا نتيجة قصف المنازل.
وتلقى أصحاب بعض المنازل المستهدفة تحذيرات عبر الهاتف من إسرائيل للخروج من منازلهم. وفي حالات أخرى يجري إطلاق صواريخ لا تحمل رؤوسا حربية متفجرة كإشارة إلى ضرورة إخلاء المكان. وباتت مشاهد الأسر وهي تهرع فرارا من منازلها من المشاهد اليومية.
وقال سكان إن هجوم يوم الجمعة في رفح لم يسبقه تحذير وإن الضحايا كانوا نائمين عندما تعرض منزلهم للقصف.
المصدر: رويترز