هدمت السلطات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء مسجدا ومساكن وحظائر للاغنام في خربة الطويل شرق مدينة نابلس بدعوى البناء دون ترخيص.
وقال باسم بني جابر أحد سكان الخربة “عند الساعة الثانية من فجر اليوم حاصر حوالي 500 جندي وشرطي الخربة ومعهم ست جرافات.”
وأضاف “عمل الجنود على إخراج الأغراض من المسجد (المصاحف والسجاد) ومن ثم هدموه.”
وأوضح بني جابر أن المسجد أقيم عام 2008 بمساحة 80 مترا مربعا على أراضي تعود للمواطنين من سكان الخربة.
وقال “بدأت سلطات الإحتلال منذ العام 2008 بإستهداف الخربة وسلمت سكانها إخطارات بالهدم وبالفعل بين فترة وأخرى يأتون إلى هنا ويهدمون بعض المنازل والبركسات (الحظائر) وآبار جمع المياه.”
وتمتد أراضي خربة الطويل التابعة لبلدة عقربا الى الاغوار الشرقية أقيم على مساحات منها في السنوات الماضية معسكرات للجيش الإسرائيلي ومستوطنات.
وتبدو إلى الشرق من الخربة مساحات واسعة من الحقول المزروعة بالحبوب.
وتعهد محافظ نابلس جبرين البكري الذي وصل إلى المكان بعد مغادرة الجيش الاسرائيلي بمساعدة السكان على إعادة بناء ما تم هدمه.
وقال فيما كان يقف بجانب المسجد الذي هدم “لا يوجد اي مبرر لعمليات الهدم. الهدف منها تهجير المواطنين. سنساعدهم على البقاء والصمود في هذه الأرض.”
وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لإذاعة (صوت فلسطين) في تعقيبه على عمليات الهدم “الاحتلال قام بعمليات من هذا القبيل في مناطق الأغوار ومناطق محيطة في القدس وفي الخليل. هذه العمليات لم تتوقف وهي جزء من خطة إفراغ مناطق واسعة من الضفة الغربية وتحويلها الى مناطق تابعة للمستوطنات أو ما يسميه الاحتلال الكتل الإستيطانية.”
وأضاف “هذا يدلل ان الاحتلال لا يريد عملية سلام ولا يريد الوصول إلى حل أو تسوية بل يريد المزيد من تكريس الأمر الواقع والتوسع الإستيطاني وفرض وجوده على الأرض.”
وقال عبد ربه إن الاحتلال يريد ”إلهاء العالم بأكذوبة أنه يسعى الى حل الدولتين أو أنه يريد حل على اساس حدود عام 67.”
ولم يصدر تعقيب فوري من الجيش الاسرائيلي عن سبب عمليات الهدم التي جرت في خربة الطويل.
وتأتي عمليات الهدم الإسرائيلي في الوقت الذي تنتهي فيه اليوم مدة التسعة أشهر التي أجرى خلالها الفلسطينيون والاسرائيليون مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية دون الاعلان عن تحقيق أي تقدم.
ووصف عبد ربه المفاوضات التي جرت خلال الفترة الماضية بأنها “خديعة كبرة تحت اسم المفاوضات.”
وقال في حديثه لاذاعة صوت فلسطين “كان هناك محاولة الهاء ومحاولة كسب وقت وتضليل للعالم باسم المفاوضات تلجأ اليها إسرائيل.”
واضاف “كانت هناك محاولة لادخالنا في دوامة اسمها اتفاق اطار وغيرها بينما ما يتم على الارض تغيير جذري لمعالم الضفة الغربية ومحاولة اقتطاع أجزاء واسعة منها.”
وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عن تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين قبل موعد انتهائها اليوم الثلاثاء بعد أن وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الانضمام الى 15 معاهدة ووثيقة دولية إضافة الى الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المصالحة.
المصدر: رويترز