افترض منذ فترة طويلة أن العدوى الفيروسية تلعب دورا هاما في تطوير مرض السكر من النوع الأول، لذلك، يقوم الباحثون في فنلندا بالتحقيق في هذه العلاقة منذ أكثر من 25 عاما، ويعتقدون الآن أنهم استهدفوا مجموعة معينة من الفيروسات التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض. وبعد تطوير اللقاح الأولي، يتحرك الفريق الآن إلى التجارب السريرية البشرية مع مطلع عام 2018.
وبرغم عدم شيوع مرض السكر النوع الأول مثل النوع الثاني، إلا أن النمط الأول لا يزال يؤثر على الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يبدأ المرض عموما في مرحلة الطفولة، حيث يتم تشخيص ما يقدر ب 80 ألف حالة جديدة في جميع أنحاء العالم كل عام .. تنجم الإصابة بمرض السكر النوع الأول عند تدمير الجهاز المناعي لخلايا “بيتا” المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أن الفيروسات المعوية يمكن أن تلعب دورا قويا في بداية الإصابة بمرض السكر النوع الأول، مع العديد من الدراسات التي تبين أن وجود عدوى مضادة للفيروسات المعوية يزيد بشكل كبير من فرص تطوير الإنسان للمرض.
ولا تزال العلاقة السببية بين عدوى المكورات المعوية ومرض السكر النوع الأول غير معروفة، ولكن تشير إحدى الدراسات إلى أنه يمكن أن يكون بمثابة “عامل حاسم لدفع التوازن الأيضي المختل بالفعل على حافة الهاوية”.
فقد عكف فريق باحثين بجامعة (تامبيرى) في هلسنكىي”، على دراسة أكثر من 100 نوع من الفيروسات المعوية المختلفة الموجودة في البشر، بعد تحديد ست سلالات فيروسية محددة يمكن أن تترافق مع مرض السكر النوع الأول، حددوا في نهاية المطاف النوع الأول الذي يحمل أكبر نسب خطر، ثم تم إنتاج لقاح نموذجي، وتم اختباره بنجاح على الحيوانات.
ومن المقرر حاليا إجراء ثلاث تجارب سريرية على البشر على ثلاث مراحل .. الأولى: دراسة سلامة اللقاح في مجموعة صغيرة من البالغين، ثم سيتم اختبار اللقاح على مجموعة من الأطفال لتقييم مدى سلامته وفعاليته ضد الفيروسات المعوية.. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستكون لتقييم ما إذا كان اللقاح يمكنه منع كبح بدء الإصابة بمرض السكر النوع الأول.
ويمكن أن تستغرق هذه المرحلة النهائية من المحاكمة ما يصل إلى 8 سنوات، وستكون هناك حاجة إلى تمديد المدة للتأكيد بشكل واضح ما إذا كان المرض قد قضى عليه بنجاح أم لا.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )