عقد قادة 193 دولة عضو في الأمم المتحدة أول قمة في نيويورك لمناقشة أخطر أزمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية ، طغى عليها النزاع المستمر في سوريا والجهود الأمريكية الروسية لوقف القتال.
تبنت القمة إعلانا بشأن اللاجئين والمهاجرين وتعهدت ببناء إطار استجابة شامل للاجئين.
ويحتوي اعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين على توصيات تتعلق باستقبالهم وكذلك دعمهم بالمساعدات في اطار الاستجابة المقترحة والاتفاق العالمي بشأن الهجرة الامنة والمنتظمة.
وفي مواجهة تحدي تشريد اعداد اكبر بسبب النزاعات والحروب، عقدت الجمعية العامة للامم المتحدة اول قمة على الاطلاق لمواجهة التدفقات الكبيرة للاجئين والمهاجرين.
وفي كلمته امام القمة، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لبذل جهود جماعية اكثر لمواجهة تحدي تدفق الافراد، وقال انه “بالعمل معا يمكننا مواجهة تزايد رهاب الاجانب وتحويل الخوف لامل”.
وتكشف احصاءات الامم المتحدة انه يوجد في عالم اليوم نحو 65 مليون شخص هجروا قسريا من بينهم 21 مليون لاجئ و3 ملايين طالب لجوء واكثر من 40 مليون مشرد داخليا.
وخلال القمة، وقع بان وويليام لاسي سوينج المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية اتفاقا لاكمال عملية انضمام المنظمة لنظام الامم المتحدة.
وقال نائب الامين العام للامم المتحدة جان الياسون ان الاتفاق الجديد بين المنظمتين سيعود بالنفع على الطرفين وكذا المهاجرين والدول الاعضاء.
وتعقد هذه القمة الأولى التي تخصصها الأمم المتحدة للهجرة قبل بدء الدورة السنوية للجمعية العامة للمنظمة الدولية التي يتوجه من أجلها مئات من رؤساء الدول والحكومات بينما دخلت هدنة تزداد هشاشة حيز التنفيذ قبل بضعة أيام سوريا .
وأسفر النزاع في سوريا الذي دخل عامه السادس عن سقوط أكثر من 300 الف قتيل ونزوح أكثر من تسعة ملايين شخص ولجوء أربعة ملايين آخرين إلى دول مجاورة أو إلى أوروبا.
ويفترض أن يهيمن هذا الملف على المحادثات على هامش الجمعية العامة التي تبدأ أعمالها الثلاثاء.
وقرر القادة الدوليون تبني إعلان سياسي بسيط الاثنين يشدد على “احترام الحقوق الأساسية” للمهاجرين وعلى التعاون الدولي من أجل مكافحة التهريب ومعاداة الأجانب وحصول الأطفال اللاجئون على التعليم. لكن الإعلان لا يتضمن أهدافا محددة بالأرقام ولا التزامات محددة حول كيفية تقاسم أعباء المهاجرين، لكن أبرز المنظمات غير الحكومية اعتبرت هذه الالتزامات أقل مما يفترض.
وقالت منظمة العفو الدولية إن القمة “تفوت فرصة” للتوصل إلى خطة دولية، بينما لفتت “هيومن رايتس ووتش” إلى الدول التي استضافت عددا قليلا من اللاجئين مثل البرازيل واليابان وكوريا الجنوبية أو لم تستقبل أحدا على غرار روسيا.
واقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن تستضيف الدول كل عام 10% من إجمالي اللاجئين وذلك بموجب “ميثاق دولي”، إلا أن هذا الهدف تبدد خلال المفاوضات وأرجئ الميثاق إلى العام 2018 على أقرب تقدير.
ولا يزال الاتحاد الأوروبي منقسما بشكل كبير حول مسالة الهجرة بعد عام على قرار ألمانيا فتح أبوابها أمام المهاجرين. ودفعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي ستغيب عن قمة نيويورك ثمنا باهظا لذلك بعد أن منيت بخسارة مؤلمة في الانتخابات المحلية في شرق ألمانيا.
ورأت منظمة “أوكسفام” البريطانية غير الحكومية أن الحكومات “ستتبادل التهنئة الاثنين إلا أن الالتزامات السياسية أقل بكثير مما يجب لمعالجة المشكلة”.
تقدر الأمم المتحدة عدد المهجرين في العالم بنحو 65 مليون شخص من بينهم 21 مليون لاجئ فروا من الاضطهادات والفقر والنزاعات.
وإزاء هذه الأزمة غير المسبوقة تقول رئيسة منظمة “أطباء بلا حدود” فرنسواز سيفينيون “لا نشعر حتى الآن بأن هناك إرادة سياسة قوية”، وعبرت سيفينيون عن أسفها “لغياب خطة فعلية لإعادة توطين” اللاجئين ولأن البيان الختامي اكتفى بعبارة “احتجاز أطفال وهو أمر لا نقبل به أبدا”.
وقالت إن حماية القاصرين الذين لا يرافقهم بالغون “ويكونون في وضع ضعيف جدا” مسألة “لم يتم التركيز عليها بشكل خاص”.
في المقابل، رفضت ممثلة بان كي مون في القمة كارين أبو زيد هذه الانتقادات وأكدت أن الدول ستلتزم في البيان الختامي بتحقيق الهدف الذي حددته المفوضية العليا للاجئين.
وتدعو المفوضية التابعة للأمم المتحدة إلى إعادة توطين 5% من مجمل اللاجئين، وتعادل هذه النسبة 1.1 مليون لاجئ في 2017 في مقابل 100 ألف في 2015 أي “أكبر بعشر مرات” بحسب أبو زيد.
ومن أصل 272 الف مهاجر عبروا البحر الأبيض المتوسط منذ يناير, قضى 3,165 غرقا.
وسيبحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء في أزمة الهجرة من زاوية أكثر عملية، فقد دعا نحو أربعين دولة مانحة ستتعهد استقبال المزيد من اللاجئين وتأمين فرص تعليم وعمل وزيادة المساعدات إلى أبرز دول الاستقبال التي تجاوزت قدراتها على الاستيعاب.
ويعيش أكثر من نصف اللاجئين في ثماني دول ذات مداخيل ضعيفة أو متوسطة هي لبنان والأردن وتركيا وإيران وكينيا وإثيوبيا وباكستان وأوغندا، وفي المقابل تستقبل ست من الدول الأكثر ثراء في العالم (الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا) 1,8 ملايين لاجئ أي 7% فقط من إجمالي اللاجئين بحسب اوكسفام.
وما زال الاتحاد الأوروبي منقسما بشكل خاص إزاء المسالة التي يركز عليه اليمين الشعبوي مما يجعل من أي مبادرة في هذا الشأن مجازفة سياسية.
وستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها وسط إجراءات أمنية مشددة في نيويورك التي شهدت مساء السبت اعتداء بعبوة ناسفة لم تتبناه أي جهة واوقع 29 جريحا، كما عثرت السلطات على عبوة ثانية يدوية الصنع لم تنفجر مساء السبت في مانهاتن بالقرب من مكان الانفجار.
المصدر : وكالات