يحاول الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند في اليوم الثالث والأخير من زيارته لاسرائيل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والدولة العبرية التي تعد قوة عالمية في مجال التكنولوجيا.
وقال أولوند في خطابه في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) أمس “انتم الدولة التي تنفق أكثر وبالتالي الأفضل في مجال الأبحاث”.
وافتتح الرئيس الفرنسي صباح الثلاثاء مع نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يوم الابتكار” الفرنسي الاسرائيلي الثاني من نوعه الذي ينظم في تل أبيب.
وبين المشاركين ممثلون لنحو 150 شركة فرنسية تبدو مهتمة بقطاع التكنولوجيا الإسرائيلي في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الفرنسي اضطرابات.
ورافق رؤساء حوالى أربعين شركة فرنسية مثل “الستوم” و”أريان إيسباس” و”فينسي” أولوند في رحلته الى اسرائيل التي بدأت الأحد.
وتم توقيع عدد من الاتفاقيات في هذه الزيارة الرسمية.
وتمثل الاستثمارات الاسرائيلية في مجال البحث والتنمية 4.5 % من الناتج الاجمالي أي أكثر من ضعف ما يمثله في فرنسا.
ويتم تشبيه الدولة العبرية بأنها “وادي سيليكون” ثان بسبب الاختراق الاسرائيلي في مجال التكنولوجيا العالية.
وهناك 60 شركة من أصل إسرائيلي مدرجة في بورصة ناسداك بنيويورك التي تعتبر مركز التكنولوجيا العالية في العالم.
وبلغت قيمة مشتريات الشركات الإسرائيلية من مستثمرين أجانب 36.2 مليار دولار بين 2004 و2013 منها أربعة مليارات منذ بداية 2013.
وتم تخصيص اليوم الأخير من زيارة الرئيس الفرنسي للاقتصاد بعد 48 ساعة تم تخصيصها لبحث البرنامج النووي الإيراني ومفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وسعى أولوند للتأكيد على موقف فرنسا من البرنامج الإيراني ولكنه تبنى موقفاً متشدداً من الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وطالب بوقفه معتبراً أنه “يقوض حل الدولتين”.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى وصوله الى الكويت للمشاركة في القمة العربية الأفريقية الثالثة التي تعقد الثلاثاء زيارة الرئيس الفرنسي الى رام الله “بالمهمة جداً والناجحة”.
وأضاف عباس “لقد شرحنا الأوضاع السياسية وتطور المفاوضات ويمكن للرئيس أولوند ولفرنسا أن يلعبوا دوراً مهماً في المفاوضات”.
وكان أولوند توجه الى رام الله وعقد مؤتمراً صحفياً مع عباس قال فيه “للتوصل الى اتفاق (سلام اسرائيلي فلسطيني) ، تطلب فرنسا الوقف الكامل والنهائي للاستيطان”.
وأضاف أولوند أن “الاستيطان يعقد المفاوضات (السلام) ويجعل حل الدولتين صعباً”.
وطلب أولوند من الجانبين “القيام بمبادرات” مشدداً على ضرورة التوصل الى “حل واقعي” للاجئين الفلسطينيين.
والقى أولأند خطاباً في البرلمان الاسرائيلي كرر فيه موقفه من الاستيطان ولو بلهجة مخففة قائلاً “موقف فرنسا معروف. تسوية عن طريق التفاوض تتيح لدولتي اسرائيل وفلسطين التعايش بسلام وامن ، مع القدس عاصمة للدولتين”.
ولم يغب الملف الإيراني عن كلمة أولوند حيث أكد أن “فرنسا لن تسمح لإيران بالتزود بالسلاح النووي” مضيفاً “أؤكد هنا بأننا سنبقي العقوبات طالما لم نتأكد من تخلي إيران النهائي عن برنامجها العسكري”.
وعلى الجانب الاسرائيلي ، رحب وزير السياحة عوزي لانداو من حزب اسرائيل بيتنا القومي المتطرف بخطاب الضيف الفرنسي في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست).
وقال لانداو لإذاعة الجيش الاسرائيلي إن “الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي الاثنين هو واحد من أكثر الخطابات الأكثر ودية التي سمعناها في الكنيست منذ سنوات”.
وقلل لانداو وهو وزير متطرف في حكومة نتانياهو من الخلاف بين البلدين حول الاستيطان ، موضحاً أن “الخلافات حول هذه النقطة مع فرنسا ودول أخرى ليست بجديدة”.
وقبل مغادرته القدس الى تل أبيب ، توجه أولوند صباح الثلاثاء لزيارة مقبرة أربعة قتلى يهود فرنسيين ماتوا خلال إطلاق نار على مدرسة يهودية عام 2012.
المصدر: أ ف ب