حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس من أن الصراع في جنوب السودان قد ينزلق إلى إبادة جماعية في الوقت الذي هدد فيه مرة أخرى بفرض عقوبات وعبر عن أمله في إمكانية نشر مزيد من قوات حفظ السلام سريعا لوقف العنف.
وقال كيري لدى خروجه من محادثات مع وزراء خارجية اثيوبيا وأوغندا وكينيا بشأن الصراع الذي يصطبغ بشكل متزايد بصبغة عرقية في جنوب السودان إن كل الأطراف اتفقت على أن “القتل يجب أن يتوقف”.
وأضاف كيري في أديس أبابا المحطة الأولى في جولة إفريقية يقوم بها “ينبغي بأسرع ما يمكن نشر قوة شرعية قادرة على المساعدة في صنع السلام على الأرض.”
وقال كيري للصحفيين في وقت لاحق إن الهدف هو “أن نتمكن في الأيام القادمة.. حرفيا.. من التحرك بسرعة أكبر لنشر أناس على الأرض يمكنهم أن يبدأوا في إحداث تغيير.”
وقال نظيره الاثيوبي توادروس أدهانوم إن جميع الأطراف أكدت ضرورة نشر قوة “بأسرع ما يمكن”.
وقالت متحدثة رسمية إن كيري كان يشير إلى قوات إفريقية تخضع لسلطة الأمم المتحدة التي تدير بالفعل مهمة في جنوب السودان.
وأضاف كيري أنه اتفق مع نظرائه الأفارقة على “شروط وتوقيت ونوع وحجم” مثل هذه القوة لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال للصحفيين “الاختلاف الوحيد الأكبر هو التحرك سريعا بتفويض بالدعم من مجلس الأمن الدولي لنشر قوات على الأرض يمكنها البدء في الفصل بين الناس وتوفير الأمن. هذا حتمي.”
وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم وقتل الآلاف منذ اندلع القتال في ديسمبر بين قوات موالية للرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه المقال ريك مشار.
وأجج الصراع التوتر العرقي بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
وردا على سؤال بشأن خطر وقوع إبادة جماعية قال كيري إن “مؤشرات رئيسية مزعجة للغاية مثل أعمال قتل عرقية وقبلية وحسب الهوية القومية” تثير تساؤلات تبعث على القلق.
وأضاف “إذا واصلوا السير في الطريق الذي يمضون فيه فقد يشكلون حقا تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي فيما يتعلق بمسألة الإبادة الجماعية.”
وقال مسؤولون إن وفدي طرفي الصراع في جنوب السودان استأنفا المحادثات المباشرة في أديس ابابا يوم الخميس بعد تأجيلها عدة مرات.
وكرر كيري التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات وقال إن الشركاء بالمنطقة أوغندا وكينيا واثيوبيا “قبلوا المسؤولية لفرض عقوبات أيضا”.
لكن كيري أشار أيضا إلى أمله في أن تغير المحادثات اتجاه الأحداث في جنوب السودان وأشار إلى قرار سلفا كير في الأسبوع الماضي بإطلاق سراح أربعة سجناء سياسيين.
وقال “نأمل أن يفتح هذا الآن الباب أمام احتمال الوساطة والحوار الذي يمكن أن يحدث في أي مكان في الأيام القليلة القادمة.”
المصدر: رويترز