حالة نادرة وخطيرة للغاية يعانى منها الطفل البريطانى فينلى رانسون، 3 سنوات، حيث لا يستطيع تناول أى أطعمة بخلاف الحلويات، وذلك بسبب رفض جسمه لها وعدم قدرته على هضمها، وتعامله مع أى أطعمة بخلاف السكر على أنه فيروس خطير، ويُحدث على إثره تفاعلات جانبية خطيرة وحساسية شديدة وقد يصاب جسمه بالنزيف، وخضع حتى الآن لعشر عمليات، بالإضافة إلى أنه يحصل على التغذية الأنبوبية بمعدل 6 مرات فى اليوم، بالإضافة إلى اختبار دم كل أسبوع، وذلك حسبما نشر مؤخرًا على صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الطفل المسكين، مصاب باضطراب غذائى نادر يعرف باسم التهاب الأمعاء الناجم عن فرط الخلايا الإيزينوفيلية “eosinophilic enterocolitis”، يجعل جسمه يكافح الطعام كأنه ميكروب خطير، ويسبب له النزيف الداخلى، بينما تعد الحلويات هى الطعام الوحيد الذى يتقبله جسمه دون أن يصاب بأى أذى بعدها.
وبلغت الحالة الصحية لـ”فينلي” مبلغًا خطيرًا حتى أنه يحصل على الطعام من خلال التغذية الأنبوبية على المحاليل بمعدل 6 مرات على مدار اليوم، وخضع حتى الآن لعشر عمليات جراحية، وعلى الرغم من حالته المرضية فإن المكان المفضل الذى يستمتع بالذهاب إليه هو أحد مطاعم الدجاج الشهيرة فى بريطانيا، حيث يتسلى بكوب مليء بمكعبات الثلج الصغيرة، بينما يشاهد والديه “الصحيحين” أثناء تناولهما الطعام.
وكما يفضل “فينلي” أيضًا الذهاب إلى مطاعم ماكدونالدز، ولكن لا يناله من “الوجبة السعيد Happy Meal” إلا الاستمتاع بالألعاب فقط، وقامت أسرته بإخضاعه لتجربة مئات الأطعمة ولكن بلا فائدة، حيث يرفض كل مرة جسمه الطعام ويصاب بالحساسية، وقد يكون الأمر خطيرًا فى بعض الأحيان، ويصاب بالنزيف الداخلي، ولا يجدى معه نفعًا إلا أحد أنواع السكاكر، والغريب أنه لا يتناولها أيضًا إلا بعد أن تقوم والدته بغليها حتى تروق له.
وأشار الباحثون إلى أن هذا المرض النادر ناجم عن عوامل جينية وراثية بحتة حيث تعانى أخته الأكبر “جيورجا” 5 سنوات، من حساسية تجاه منتجات الألبان والبيض وفول الصويا، ولا تمثل الأطعمة الأخرى أى مشكلة لها، بينما تعد حالة “فينلي” هى الأكثر تعقيدًا، حيث يحصل على طعامه عن طريق التغذية الأنبوبية بواسطة أحد الأطباء المتخصصين كل ساعتين ونصف، وكما تستدعى حالته المرضية خضوعه لاختبارات تشخيصية من خلال الدم كل أسبوع.
ورغم الحالة المرضية الشديدة للطفل الصغير إلا أنه يحب الخروج والتنزه وتراه مبتهجًا بشكل دائم، وهو ما يجعلك تشعر أنه مصدر إلهام لك على حد قول والديه، واللذين حصلا على مساعدات عديدة من الأهل والأصدقاء، كان آخرها مبلغ 10 آلاف جنيه استرلينى لإجراء المزيد من الفحوصات على مرض الطفل المسكين من أجل إيجاد علاج له.
المصدر: وكالات