حمل الثلاثاء نبأين سعيدين فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب وتحديدا الحرب على داعش، إذ أعلنت قوات سوريا الديمقراطية طي صفحة التنظيم الإرهابي من معقله في الرقة، فيما أكد التحالف الدولي خسارة داعش 87 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2014 في كل من سوريا والعراق.
استسلم داعش وانهار، يبدو ذلك بمثابة عنوان سعيد يجوب الأرجاء تزامن مع الذكرى الثالثة لتأسيس التحالف ضد داعش، إلا أن التنظيم لن ينتهي هنا، فقد حذرت تقارير عدة تناولت أوضاع الأجيال التي خلفها داعش باعتبارها “قنابل موقوتة”.
استسلم أو قتل الآباء، وظل هؤلاء من دون أي أوراق، مرفوضين ومهددين
فإن أطفال داعش يتعرضون إلى تهديدات انتقامية ويتم إخفاؤهم في مخيمات بشمال العراق، ولا يوجد أي برنامج لتأهيلهم.
و قد فشلت اليونسيف في تحديد أعدادهم ، في حين أقرت الحكومة العراقية بأنها تتجنب الإشارة إليهم لحساسية الملف.
التجنب والتأجيل، استراتيجية دولية بالمجمل، تصب المزيد من الزيت على نيران الطفولة المسلوبة، وفق ما تحذر التقارير الدولية.
فانتهاء داعش في كل من سوريا والعراق، يخلف كارثة، تفتقر للدعم المالي الكافي وللمخططات العملية اللازمة لمواجهتها.
وعلى سبيل المثال، وفي العراق وحده، كما تؤكد أرقام اليونسيف، أكثر من 5 ملايين طفل بحاجة لمساعدة عاجلة لإعادة تأهيلهم نفسيا ومعنويا.
الأرقام الرسمية تشير إلى أن من بين 8 ملايين طفل عراقي، هناك مليونان لم يلتحقوا بالمدارس لأسباب عدة، منها نزوح عوائلهم أو الانخراط في سوق العمل، ولا يجد أغلبهم فرصا فيما بعد لإكمال دراستهم.
والأوضاع تزداد سوداوية في مخيمات النزوح واللجوء.
والأرقام، تزداد ثقلا عند الانتقال إلى الشق السوري الذي صنفته دساتير الحرب بأسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
والمأساة برمتها تزداد قتامة ووحشية على وقع ملفات الأطفال الذين أرغمهم التنظيم على القتال في صفوفه.
في سوريا وحدها وثق المرصد السوري أكثر من ألف ومئتي طفل انتموا إلى ما بات يعرف بـ”أشبال الخلافة” خلال عام 2015.
وفي الموصل، بلغت أعدادهم 900 طفل، وكانت مصادر التنظيم قد تفاخرت بتجنيد 4500 طفل خلال عام في نينوى وحدها.
فهل سيتمكن هؤلاء من التخلص من الرعب ونسيان مناظر الدماء التي كانوا طرفا فيها؟ سؤال تعجز التحاليل النفسية عن إجابته بشكل محدد.
المصدر: وكالات