بدأت اسواق المال في العالم تتعافى نسبياً اليوم الجمعة بعد يومين من التقلبات الحادة لكنها تبقى في دائرة الاهتزاز بسبب المخاوف التي ما زالت تحيط بالنمو العالمي.
وكانت البورصات قد تمكنت من الحد من خسائرها بعد ظهر أمس الخميس، وتعزز الهدوء الجمعة عندما سجلت مؤشرات البورصات الاوروبية ارتفاعا واضحا.
هذا وقد ارتفعت بورصة باريس بنسبة 1,50 %، وفرانكفورت 1,55 % ولندن 1,07 %ومدريد 1,63 % وميلانو 1,95 %، اما سوق السندات فقد عاد الى الهدوء اذ ان المستثمرين انشغلوا قليلا عن السندات التي تعد ملاذا مثل الدين الالماني.
واستفادت الدول الجنوبية في منطقة اليورو من الوضع اذ ان فوائد ديونها تراجعت بشكل كبير وخصوصا اليونان البلد الذي عاد الى الواجهة في الاسواق في الايام الماضية.
اما اسعار النفط التي سجلت تراجعا كبيرا في الايام الماضية خلال المبادلات الاوروبية، فقد واصلت ارتفاعها الذي بدأ الخميس مستفيدة من عمليات شراء باسعار منخفضة.
وفتحت اسواق النفط في نيويورك اليوم على ارتفاع قدره 51 سنتا للبرميل الواحد للنفط المرجعي (دبليو تي آي) تسليم تشرين الثاني/نوفمبر، ليبلغ 93,21 دولارا في سوق نيويورك للمبادلات (نيمكس).
وقال مات سميث من مجموعة شنايدر الكتريك “يبدو ان تراجع الاسعار حاليا توقف عند ثمانين دولارا لبرميل دبليو تي آي و82 للبرنت نفط بحر الشمال”، مشيرا الى ان “السوق يستفيد من ارتفاع تقني طفيف”.
ورأى خبراء من كوميرزبنك انه “مع الانخفاض بمقدار 15 دولارا خلال اسبوعين ونصف الاسبوع، هذا النوع من التحركات العكسية ليس استثنائيا خصوصا انه يتزامن بالنسبة لبرميل البرنت مع انتهاء عقود نوفمبر”.
وخسرت اسعار النفط حوالى 22 % من قيمتها في نيويورك و25 % في لندن منذ الذروة التي بلغتها منتصف حزيران/يونيو الماضي.
وقال مدير فرع باركليز للبورصة فرانكلين بيشار انه “من الصعب ذكر حدث محدد يفسر سبب التراجع الذي سجل بعد ظهر الاربعاء وصباح الخميس”.
واضاف “انها جملة عوامل تعزز شعورا بالقلق” الذي يشعر به “مستثمرون فوجئوا بامر يختلف عن سيناريو توافقي للبورصة ومفرط في تفاؤله لنهاية العام”، واسـتأنفت الاسواق ارتفاعها في غياب اي حدث كبير اليوم الجمعة.
وقد استندت خصوصا الى مؤشرات اميركية افضل وخطاب مطمئن لاحد اعضاء الاحتياطي الفدرالي الاميركي، فقد بلغت الطلبات الاسبوعية لمنحة البطالة ادنى مستوى لها منذ 14 عاما بينما جاء الانتاج الصناعي افضل مما كان متوقعا.
وقال الخبراء الاستراتيجيون في مجموعة كريدي موتويل-سي اي سي ان “هذه التطورات تتناقض مع الشعور الذي يتقاسمه المستثمرون في الايام الاخيرة ويثير مخاوف من امكانية تأثر الاقتصاد الاميركي بتباطؤ الاقتصاد العالمي”.
وستعلن عدة ارقام بعد ظهر الجمعة في الولايات المتحدة من بينها ورشات بناء المساكن في سبتمبر وثقة المستثمرين.
من جهته، قال جيمس بولارد رئيس فرع الاحتياطي الفدرالي الاميركي في سانت لويس في ولاية ميزوري ان هذه الهيئة التي تقوم بوظائف البنك المركزي ستفكر في تأخير وقف شراء موجودات مقرر خلال الاجتماع المقبل للجنة النقدية في نهاية اكتوبر.
وقال مايكل هيوسن المحلل في سي ام سي ماركيتس حول جلسة الخميس ان “الاسواق الاميركية ستفتح على ارتفاع بينما ما زالت تعليقات بولارد تؤثر” في الوضع ،وقد تكون السياسات النقدية للمصارف المركزية من جديد عامل طمأنة للاسواق في المستقبل لا سيما اذا تأكد ان الاقتصاد العالمي يهتز.
ولاحظ الخبراء الاقتصاديون في مصرف وشركة التأمين اي ان جي الهولنديان ان “تضافر تراجع اسواق الاسهم مع ارقام سيئة في منطقة اليورو وانخفاض اسعار النفط يعني ان التضخم يصبح مشكلة بدرجات اقل، مع امكانية الا تبقى سياسة التشدد النقدي اولوية”.
واضافوا ان الاسواق يمكنها تقبل اجراءات دعم جديدة من قبل المصارف المركزية وخصوصا في اوروبا.
المصدر: أ ف ب