سيطرت أزمة الطاقة وتغير المناخ على منتدى دافوس الاقتصادى العالمى، وذلك لتأثيرها المباشر على الاقتصاد العالمى، فقد عانى العالم فى السنوات الأخيرة من التغير المناخى الذى نجم عنه خسائر مالية كبيرة.
وقالت صحيفة “اتاليار” الإسبانية فى تقرير لها إن أزمة الطاقة الحالية تزيد من ارتفاع معدلات التضخم، ولها علاقة مباشرة بارتفاع الاسعار ، كما أنها تؤدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادى، ولذلك فقد أصبحت أزمة الطاقة “بطل” منتدى دافوس هذا العام بسبب تأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمى.
وترى الصحيفة أن منتدى دافوس له أهمية كبيرة فى التوصل الى الحلول المناسبة لتعزيز أمن الطاقة مجددا مع تسريع عملية الانتقال الى مستقبل منخفض الكربون.
وانقسم قادة العالم حول مستقبل ازمة المناخ والتخفيف من تداعياته الاقتصادية ، فقد رأى المبعوث الرئاسى الأمريكى لشؤون المناخ، جون كيرى، خلال مشاركته إنه غير مقتنع بإمكانية وصول العالم الى اقتصاد منخفض الكربون فى الوقت المناسب لتجنب أسوأ آثار وعواقب تغير المناخ.
وأضاف كيري في كلمة خلال منتدى دافوس الاقتصادى العالمى: “أنه مقتنع أن العالم سيصل إلى اقتصاد منخفض أو خال من الكربون كليا لأنه يتعين علينا ذلك، ولكني غير مقتنع أننا سنقوم بذلك في الوقت المناسب”، لافتا إلى أن عواقب الأزمة ستؤثر علي ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
وأكد كيري أن “أكثر مانحتاج إليه للتصدي لتغير المناخ وتحقيق اقتصاد منخفض الكربون هو المال”.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، قد قال في وقت سابق، إن الطريقة الوحيدة لمجابهة أزمة المناخ هي خفض الانبعاثات.
ومن ناحية آخرى ، يرى العديد من المسئولين أهمية مكافخة تغير المناخ فى التقدم الاقتصادى، طالب العديد من قادة العالم والمسئولين الذين شاركوا فى منتدى دافوس الاقتصادى العالمى، ووجه الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، اتهامات لشركات صناعة النفط لما تسببه من الاضرار بالكوكب، وبعث برسالة قوية إلى شركات النفط بشأن مسؤوليتها فى تغير المناخ، وقال “منذ السبعينيات”، أدرك العديد من منتجى النفط أنهم بفضل أعمالهم يقومون بتدمير الكوكب.
لهذا السبب، دعا رئيس الأمم المتحدة الشركات والدول إلى الامتثال لالتزاماتها بخفض الانبعاثات. وقد طلب منهم التوقف عن استخدام الحيل، مثل استخدام أرصدة الكربون، والتعامل بجدية بشأن تقليل ثانى أكسيد الكربون المنبعث فى الغلاف الجوي.
وفى السياق نفسه، كرر الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو رسالته الحاسمة حول العلاقة الحالية بين الرأسمالية ومكافحة تغير المناخ فى البحث عن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى من الصناعات الاستخراجية.
وقال بيترو اثناء مشاركته فى دافوس “هل تستطيع الرأسمالية التى عرفناها فى السنوات الأخيرة التغلب على أزمة المناخ التى ساعدت فى إحداثها؟ إذا كانت الإجابة بالنفى، فإننا نضيع الوقت ونحن نقترب من نقطة اللاعودة”.
وحدد الرئيس الكولومبى أن قرارات مؤتمرات القمة المناخية، يجب أن يكون لها آثار ملزمة، وأن هذه “أوامر” وأن يتم الوفاء بها فوق الاتفاقات الأخرى مثل تلك الخاصة بمنظمة التجارة العالمية”، واختتم الرئيس الكولومبى حديثه بعبارة “لابد من عدم استخدام الفحم والنفط والغاز”.
كما طلب رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز فك الارتباط بين سعر الكهرباء وتكلفة الغاز، الأمر الذى يعنى إصلاح السوق الهامشى السائد حاليًا فى الاتحاد الأوروبى، من أجل ” زيادة القدرة التنافسية ” فى القارة العجوز.
بالإضافة إلى ذلك، خلال خطابه فى دافوس أكد سانشيز أن إسبانيا ستستمر فى زيادة قدرتها على توليد الطاقة المتجددة طوال عام 2023، وأشار إلى أن بلاده هى الخامسة فى العالم فى إنتاج طاقة الرياح والثامنة فى توليد الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى انها تسعى “لتصبح رائدة فى توليد الهيدروجين الأخضر”.
وبهذا المعنى، سلط رئيس الحكومة الضوء على مبادرة ممر H2Med، الذى سيربط برشلونة بمرسيليا وسينقل مليونى طن من الهيدروجين الأخضر فى عام 2030. كما سلط الضوء على فعالية ما يسمى بـ “الاستثناء الأيبيري” وأشار إلى بعض المقترحات التى قدمتها السلطة التنفيذية الإسبانية، مثل الشراء المركزى للغاز فى الاتحاد الأوروبى.
وقال إسبين ميهلوم، رئيس برنامج الطاقة والمواد والبنية التحتية في المنتدى الاقتصادي العالمي، إن “أزمة الطاقة تؤثر علينا جميعاً، ولا يستطيع العالم تحمل عواقب تبني إصلاحات قصيرة الأجل فقط لهذه الأزمة، إذ إن ذلك يمكن أن يزيد من المخاطر المستقبلية، ولكن الخبر السار هو أن الأزمة توفر فرصة للتدخلات التي توازن بين أمن الطاقة والانتقال الفعَّال نحو الطاقة منخفضة الكربون”.
المصدر: وكالات