تبدأ اللقاءات الثقافية لليوم التاسع بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب يوم الجمعة 3 إبريل من الساعة السادسة مساء بلقاء إعلامي هام عن دور المرأة في الإعلام المصري، تتحدث فيه أمل فوزي رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا، والإعلامية دينا يحيى من قناة المحور والإعلامية منى سلمان من قناة دريم.
وبالتوازي من السادسة مساء حول السرد العماني وقضايا العصر يلتقي أدباء الإسكندرية مع أدباء عمان في ندوة عن الأدب العماني، يتحدث فيها من أدباء عمان: أحمد الكلباني، بشرى خلفان، زهران القاسمي، منى حيراس السليمي وليد النبهاني ويقدمها محمد سيف الرحبي ويعقب الندوة قراءات قصصية من الأدب العماني، ثم تبادل الإصدارات بين أدباء عمان وأدباء الإسكندرية.
وفي الثامنة مساء يلتقي جمهور الإسكندرية مع الأديب والكاتب عمر طاهر في لقاء مفتوح عن ابداعاته وكتاباته، يقدمه الشاعر أحمد شبكة.
وفى سياق متصل أعلنت مكتبة الإسكندرية اليوم أنه في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبحثها عن العائلات التي يكون أحد أفرادها قد شارك في صنع وتنفيذ السياسة المصرية خلال أي فترة من فترات تاريخ مصر الحديث والمعاصر لأرشفته ضمن حاويتها التاريخية ، فقد حصل موقع ذاكرة مصر على المجموعة الأرشيفية الخاصة بقائد القوات البحرية الأسبق 1952-1967 الفريق أول سليمان عزت، وقد أهدى هذه المجموعة حفيده الأستاذ سليمان محمد سليمان عزت.
ويعد عزت رابع قائد للقوات البحرية المصرية يدخل ضمن ذاكرة مصر المعاصرة؛ وهم على التوالي الفريق أول سليمان عزت، الفريق أول فؤاد ذكري، الفريق محمود فهمي، والفريق شريف الصادق.
يذكر أن الفريق أول سليمان عزت قائد القوات البحرية من عام 52 الى عام 67 وهو رجل مشهود له بالكفاءة الفائقة في البحر وهو من أبرع من شهدته البحرية المصرية في هذا المجال. وقد عمل ببحار العالم عندما كان طالبًا ثم ضابطا مبعوثا من مصر ليتدرب لسنوات بالبحرية البريطانية، وتولى قيادة العديد من السفن الحربية واليخوت الملكية المصرية. والفريق أول سليمان عزت رجل جاد شجاع قبض على محمود العيسوي عوض الله قاتل الدكتور أحمد ماهر باشا 1945 وجرده من سلاحه حيث تصادف وجوده في البرلمان في ذلك الوقت.
شارك عزت في حرب فلسطين عام 1948 وقام بقصف ميناء تل أبيب كرد على خرق إسرائيل للهدنة بينها وبين الجيوش العربية، وبدأ عزت الهجوم على الميناء لمدة 13 دقيقة بواقع 92 قذيفة، واستمرت المعركة لثلاث ساعات يوم 1 يناير 1949، ونفذت المهمة أهدافها وعادت بسلام. وأغرب الوقائع التي تروى عن عزت أنه حينما قامت ثورة 23 يوليو أعلن عن معارضته لها وقال قولته المشهورة (لا ملكية .. لا ولاء) .. وأمام هذا الموقف المحترم تعاملت معه الثورة كرمز وكرائد وأصبح رئيس أركان البحرية (وهو مسمى قيادة القوات البحرية في ذلك الوقت) ثم قائد القوات البحرية الدائم.
وإذا كان ينسب إلى الفريق أول سليمان عزت وقائع تتعلق بتصرف شخصي فإن خصومه يشهدون له بكفاءة منقطعة النظير في أداء الواجب العسكري وصحوته الدائمة وحرصه على أن يكون في المنافسة صباحا في مكتبه يباشر مسئولياته بكل معانى الإحساس بالمسئولية.
ويعد الفريق أول سليمان عزت هو المؤسس الحقيقي للبحرية المصرية ففي عهده انتقلت البحرية المصرية من مجموعة زوارق وكاسحات خشبية وفرقاطتين الى غواصات ومدمرات ولنشات صاروخية ولنشات طوربيد وضفادع بشرية وصواريخ ساحلية هذا بالإضافة إلى إنشاء الكلية البحرية الحديثة التي كانت تعتبر أكبر معهد علمي عسكري في ذلك الوقت ومراكز التدريب المجهزة وورش الصيانة والاصلاح التي لم يكن لها مثيل في مصر.
وحين تولى عزت مسئولية عامة خارج النطاق العسكري لم يقصر بل حقق انجازا تاريخيا رياضيا غير مسبوق وهو حصول النادي الأولمبي في عهده لأول مرة على بطولة الدوري العام لكرة القدم. وكذلك نادى سموحة والذي حقق انقاذه بشكل ثوري خلال هذه الفترة لكنه تركه عام 1967.
ويذكر في عهده أن منعت الضفادع الاسرائيلية من انتهاز مفاجأة الهجوم الاسرائيلي في 5 يونيو ومحاولة الاغارة على ميناء الإسكندرية لتدمير الوحدات البحرية ولكن وحدات الحراسة البحرية أسرت أفراد الضفادع، وأثناء حرب 67 حققت القوات البحرية كافة ما كانت مكلفة به من مهام ولم تصب بأي خسائر.
ويذكر عن الفريق سليمان عزت أنه الوحيد الذي قدم استقالته بعد النكسة وأن الفريق أول محمد فوزي عندما عين بعد النكسة قائدا عاما للقوات المسلحة طلب منه ان يسحب استقالته ولكنه اصر عليها، وقد كرمه الرئيس جمال عبد الناصر في أمور كثيرة غير ظاهرة للعامة. والجديد بالذكر ان الاتحاد السوفيتي لم يكن يقبل ان يسلم دولة غير شيوعية لنشات صاروخية ولكن عزت أصر على الحصول عليها واستطاع ذلك بأسلوبه الخاص.
كان سليمان عزت شجاعا على المستوى الشخصي فلم يخجل أن يفتتح محطة تموين بنزين أول الطريق الزراعي ويديرها عقب تركه للقوات المسلحة وكان يديرها بنفسه وذلك لكى يسد نفقات المعيشة.
كان عزت يعيش من أجل هدف تحقق في حياته وهو بناء قوات بحرية تحتل مكانة في المجتمع البحري العالمي وأن يؤسس مدرسة من الكوادر تسلم رايتها للأجيال جيل بعد جيل .. فإن تاريخ هذا الرجل مرتبط بتاريخ القوات البحرية.
وأعظم ما أرسى الفريق أول سليمان عزت هو حرصه على تكريم المرأة المصرية متمثلة في السيدة عصمت هانم الإسكندراني (أم البحرية) حفيدة أمير البحار حسن باشا الاسكندراني والذي أحتل الأسطول المصري بفضله مقدمة أساطيل العالم بعد أسطولي إنجلترا وفرنسا والتي كانت تجلس وسط القادة في احتفالات التخرج السنوي وكانت تلقى كل التكريم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقادة القوات المسلحة.
حصل عزت علي الميدالية التذكارية لحرب فلسطين ونوط الاستقلال 1956 ، والوسام العسكري من الدرجة الاولي 1961 ، ووسام النيلين من الطبقة الاولي، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة ، والوسام التذكاري لقيام الجمهورية العربية المتحدة.
كرمته مصر بإطلاق اسمه على الدفعة 98 بحرية واليوم تطلق اسمه علي لنش الصواريخ ” امبسادور ” الذي يعتبر اول قطعة واول سلاح شبحي يدخل في الجيوش العربية قاطبة.
المصدر:الوكالات