يصل وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس الاثنين الى لندن في اطار جولة اوروبية تقوم بها اثينا لاقناع شركائها بمنح السلطات الجديدة مزيدا من الوقت بهدف اقتراح حل لمشكلة الدين.
من جهته، يزور رئيس الوزراء اليوناني الجديد الكسيس تسيبراس الاثنين جزيرة قبرص المتوسطية التي حصلت بدورها على خطة مساعدة دولية مقابل تدابير تقشف حازمة تهدف الى انقاذها من الافلاس.
وقال فاروفاكيس في باريس “سيكون منطقيا جدا ان نأمل بالحصول على عقد جديد بين اليونان وكل الدول الاوروبية في موعد اقصاه شهر مايو”، وذلك قبل ان يتوجه الى العاصمة البريطانية التي ينتقل منها الثلاثاء الى روما على ان يزور المانيا في موعد لاحق لم يحدد بعد.
واضاف “في المرحلة الحالية لن نطلب قروضا جديدة” من الجهات الدائنة في وقت تتطلع اوروبا باسرها بحذر الى الخطوات الاولى للحكومة اليونانية على خلفية وعدها بوضع حد لسياسة التقشف.
والاحد، اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة بثتها شبكة “سي ان ان” انه “لا يمكن الاستمرار في استنزاف دول تشهد تأزما”، وذلك تعليقا على الازمة في اليونان.
ومع اقراره بان ثمة “حاجة ملحة” لدى اليونان لاجراء اصلاحات، لاحظ اوباما ان “من الصعوبة بمكان البدء بهذه التغييرات اذا كان مستوى معيشة الناس قد تراجع بنسبة 25 في المئة، على المدى البعيد، فان النظام السياسي والمجتمع لا يمكنهما تحمل ذلك”.
واوضح الوزير اليوناني ان بلاده ستحتاج “الى بعض الوقت” لشرح موقف الحكومة لمختلف شركاء اثينا، املا “بطرح اقتراحاتنا المفصلة قبل نهاية هذا الشهر فبراير”.
وقال ايضا في مؤتمر صحافي “بعد ذلك وضمن مهلة شهر وربما ستة اسابيع، يمكن ان نتوصل الى اتفاق”.
من جهته، قال وزير المال الفرنسي ميشال سابان ان “فرنسا ستواكب وتسهل وتكون حاضرة دائما للوصول الى مسار، الى حل يتيح لكل طرف تجاوز ما يواجهه من صعوبات”، موضحا ان من مسؤولية اثينا ان تكون الايام المقبلة “هادئة الى اقصى حد”.
والجمعة، زار رئيس مجموعة يوروجروب يروين ديسلبلويم اثينا وكانت وجهات النظر المتبادلة مع فاروفاكيس امام الصحافيين باردة للغاية.
وحقق حزب سيريزا اليساري بزعامة الكسيس تسيبراس فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية بفضل الوعد الذي طرحه باعادة النظر في سياسات التقشف التي فرضتها الجهات الدائنة على اليونان مقابل قروضها.
واعلن فاروفاكيس الاحد انه سيتوجه “بالتاكيد” الى المانيا للقاء نظيره فولفجانج شويبله وممثلين للبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت، ولكن من دون تحديد موعد زيارته.
ومن قبرص، يتوجه تسيبراس الثلاثاء الى روما والاربعاء الى باريس بعد محطة في بروكسل للقاء المسؤولين الاوروبيين. وهاتان العاصمتان ترفضان عبر حكومتيهما اليساريتين سياسات التقشف في اوروبا ويبدو انهما حليفتان لاثينا.
وكرر سابان وفاروفاكيس ان مكان اليونان هو في منطقة اليورو مستبعدين خروج هذا البلد من العملة الموحدة. ورفضا فرضية حصول انقسام بين بلدان الشمال بقيادة المانيا وبلدان الجنوب التي تؤيد اليونان.
واكد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي وميركل تشاورا طويلا بعد ظهر الاحد حول “الازمة اليونانية وتداعياتها على الاقتصاد الاوروبي”.
وشرح فاروفاكيس ايضا سبب رفض اليونان للشطر الاخير من القرض البالغ سبعة مليارات يورو والمنتظر في نهاية فبراير.
وقال “نحن في حاجة ماسة الى المال” ولكن “منذ خمسة اعوام، عاشت اليونان حالة انتظار الشطر المقبل من القرض مثل شخص مدمن”، موضحا ان حكومته تريد وضع حد لهذا الارتهان لمصلحة اتفاق جديد.
واضاف انه في انتظار ذلك “من الممكن جدا، بالاتفاق مع البنك المركزي الاوروبي، رصد السيولة الضرورية على غرار ما حصل مرارا في الماضي وليس فقط مع اليونان”.
المصدر: الفرنسية ( أ ف ب )