ين الخوف والرجاء تكهن كتاب المقالات في الصحف العربية حول دور الولايات المتحدة في العالم بعد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
تساءل أحمد حمادة في الثورة السورية عما إذا كان ترامب سيختلف عن سابقه أوباما، ثم استطرد قائلا: “الإجابة عن هذا السؤال الهام لا تحتاج إلى كثير عناء لفك طلاسمها، فالرؤساء في أمريكا لا يختلفون في سياساتهم العامة تجاه قضايا العالم، لكنهم يختلفون بالاسم والشكل وربما لون العيون… المهم أن ينفذ مصالح شركات السلاح والنفط والمال الاحتكارية الجشعة ويحفظ الأمن الإسرائيلي.”
وأضاف: “نستطيع أن نجزم أن الفوارق بينهما ضئيلة، وأن تضليل العالم بأن ترامب سيقلب الطاولة وسيغير من سياسات أمريكا هي مجرد أوهام لأن أمريكا تدعم الإرهاب، سواء كان ترامب في السلطة أم أوباما.”
وفي المقال الافتتاحي، قالت نفس الصحيفة إن “زوابع ترامب وإن بدت أنها الإرث الانتخابي المتبقي أو تراكمات ما تبقى من شعارات اقتضتها المنافسة للوصول إلى البيت الأبيض، فإنها قابلة للتلاشي في أي لحظة.”
وتوقع رفيق خوري في الأنوار اللبنانية أن يضعف دور الولايات المتحدة في العالم مع وصول ترامب إلى السلطة، فقال: “غدا تبدأ مع ترامب المفتون بقوة بوتين مرحلة أسرع في المسار الانحداري لمكانة أميركا ودورها في العالم.”
غير أن كمال بالهادي في الخليج الإماراتية قال إن ترامب سيسعى إلى تحقيق وعوده “وعلى رأسها إعادة القوة والعظمة للولايات المتحدة”.
وأضاف أن “أمريكا ستتغيّر فعلا، ولكن بالقدر الذي يخدم مصالحها ويحقق أهدافها الوطنية.”
وقال إن ترامب “لن يتردد لحظة في استعمال القوة العسكرية… وهو تعهد أيضا بأن يستكمل الخطوة التي عجز عنها أسلافه وهي المتمثلة في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة”.
أحمد الفراج في الجزيرة السعودية دعا الرياض إلى “أن ينصب كل اهتمامنا على إعادة العلاقات السعودية – الأمريكية إلى سابق عهدها، أي ما قبل مرحلة الرئيس أوباما”.
وقال إن “كل الدلائل تشير إلى أن هذا سيحدث قريبا، حيث إن الرئيس ترامب، وأركان إدارته، يدركون أهمية المملكة.”
وأضاف “شخصيا أشعر بأن فترة الرئيس ترامب، مهما قال عنه خصومه، ستشهد انفراجا وازدهارا للعلاقات السعودية – الأمريكية، وإن غدا لناظره قريب.”
وتساءل علي حسن التواتي في عكاظ السعودية عما إذا كان ترامب “سينجح في توجهه الانعزالي”.
وقال إن التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة مثل ارتفاع الدين الداخلي إلى 119.8 تريليون دولار من شأنها أن تدخل ترامب في فترة من “عدم الاستقرار”.
وأضاف أن هذه التحديات “تتطلب إعادة لترتيب البيت ولملمة لجراح الانتخابات فترة قد تطول أو تقصر قبل استعادة التوازن المحلي والعودة للساحة الدولية”، معربا عن أمله في نجاح قادة حزب ترامب الجمهوري في استعادة سريعة للتوازن من خلال الحملة التي بدأوها “لتجنيب البلاد مغبة التسرع في الإقدام على اتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية متهورة قد لا يمكن تدارك آثارها في المدى الطويل”.
وبنبرة تشاؤمية، يرى زهير قصيباتي في الحياة اللندنية أن “ترامب، ‘ملك البزنس’ المتهم باحتيالات في التجارة، لن يمانع على الأرجح في تمديد التفويض الأمريكي للقيصر )الروسي ( ليكمل في ليبيا ما بدأه في سوريا، وربما يستعيد عرضا من المخلوع علي صالح لتوسيع حزام القواعد العسكرية إلى اليمن”
وقال “أي وعود لطمأنة العرب؟ لا تعطي شعبوية ترامب ولا فظاظته ورعونته أي مؤشر سوى إلى طيش وتخبط وارتباك، قاعدته الجهل بمعاناة العالم من الإرهاب والاستبداد والعولمة المتوحشة والطموحات القيصرية”.
وشاركه في الرأي حسن حيدر في الصحيفة نفسها، فقال إن سوريا في “انتظار الأسوأ”.
ويقول حيدر “إن ترامب لا يرى فارقاً بين الثوار السوريين الذين يقاتلون من أجل التغيير والديموقراطية والحق في العيش بكرامة في وطنهم، وبين إرهابيي ‘داعش’ و ‘النصرة’، بل يضعهم كلهم في سلة واحدة. ولهذا يمكن للمعارضة السورية انتظار الأسوأ خلال عهده”.
وناشدت الوطن القطرية في افتتاحيتها الدول العربية “إنهاء حالات الشقاق والاحتقان بينهم”.
وقالت “أمام مثل هذا التأييد والتعصب الأمريكي الأعمى لإسرائيل ليس أمام العرب سوى خيار واحد هو إنهاء حالات الشقاق والاحتقان بينهم وتغليب المصالح المصيرية على مصالح الأشخاص، للخروج من هذا النفق الذي طال ولم يظهر أي ضوء يبشر بنهايته”.
وأضافت “في هذه الحالة فقط يمكن للعرب التأثير على السياسة الأمريكية وأن يكون لهم الثقل الذي يتناسب مع مكانتهم كأمة ذات حضارة وثقافة عريقة”.
المصدر:وكالات