وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها الأذربيجاني ورئيس مؤتمر المناخ cop29 التعاون الفترة القادمة
التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والسيد مختار باباييف وزير البيئة والموارد الطبيعية بأذربيجان ، ورئيس مؤتمر المناخ التاسع والعشرين COP29 المزمع عقده بباكو نوفمبر القادم لتوحيد الرؤى ودعم التعاون الحالي والمستقبلي بين البلدين لحماية البيئة ، وذلك علي هامش مشاركتها بالدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بنيروبي.
وفي بداية اللقاء ، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد علي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين .. متمنية استمرار التعاون لدعم العمل البيئي علي المستويات المحلية ،الإقليمية والعالمية خاصة خلال مؤتمر المناخ التاسع والعشرين cop29، والذي تتشرف أذربيجان بتنظيمه أواخر هذا العام.
واستعرضت وزيرة البيئة التجربة المصرية الناجحة في تنظيم وإدارة مؤتمر المناخ السابع والعشرين والذي تم تنظيمه بمدينة شرم الشيخ أواخر عام ٢٠٢٢ ..لافتة إلى تميز مصر خلال استضافتها المؤتمر في ربط البيئة باحتياجات الإنسان الأساسية وحياته سواء من خلال الجوانب الفنية والموضوعية للمؤتمر أو اللوجيستية والهيكلية من أجل دعم العمل البيئي بالتعاون مع كافة الشركاء وكافة فئات المجتمع.
وشددت وزيرة البيئة على دور الشباب والمجتمع المدني في المؤتمر ..منوهة إلى دعم مصر العمل التشاركي لحماية البيئة وهو ما انعكس خلال مؤتمر المناخ من خلال إدارة هذا الملف الهام والعمل على الاستعانة بخبراتهم وتوجيهها بما يتماشي مع الأيام الموضوعية بمؤتمر المناخ وبما يخدم القرارات الناجمة عنه.
كما أشارت وزيرة البيئة، خلال اللقاء ، إلى المبادرات الرئاسية والتي تم تبنيها أثناء مؤتمر المناخ cop27 وكيفية إعدادها والجهات التي ساهمت فى طرحها وإعدادها مما جعلها نموذج يشيد به العالم متمنية الاستفادة منها خلال إعداد المبادرات المزمع طرحها في مؤتمر باكو هذا العام.
وأعرب وزير البيئة الأذربيجاني عن رغبته بالاطلاع على التجربة المصرية عن قرب وزيارة جمهورية مصر العربية لمقابلة الفاعلين الأساسيين لنجاح المؤتمر حتى يتم البناء عليها والاستفادة بها في تنظيم مؤتمر المناخ cop29 ، وهو ما رحبت به وزيرة البيئة.
وفى نفس السياق، شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كمتحدث رئيسي فى حوار القادة الأول لمناقشة مسارات العلم والبيانات والرقمنة نحو تحول أسرع لمستقبل مستدام، ضمن فعاليات مشاركتها في أعمال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بنيروبي، حيث يركز الحوار على العلوم والبيانات والرقمنة كعوامل تمكين للإجراءات المتعددة الأطراف لمواجهة التحديات البيئية العالمية لدعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية العادلة الشاملة، وشارك في الحوار جيم سكيا من المملكة المتحدة، رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال الحوار، عن أهمية صياغة السياسات في التصدي للتحديات البيئية، والنموذج المصري في تغيير لغة الحوار حول البيئة في صياغة السياسات لتتحول من مجرد الحد من التلوث إلى صون الموارد الطبيعية بما يحقق الاستدامة، بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية وذلك من خلال عدة خطوات أولها استخدام الاقتصاد والاستثمار والدخل القومى كمصطلحات أساسية في الحديث عن مواجهة التحديات البيئية، وأيضا البدء في دراسة تكلفة التدهور البيئي الناتج عن التلوث وآثار تغير المناخ، للوصول إلى الأرقام التي ترشدنا لأنسب آليات الربط بين المسارات الاقتصادية والاجتماعية والبعد البيئي ضمن عملية التنمية للدولة.
وأشارت فؤاد إلى التجربة المصرية في تطوير المحميات الطبيعية كنموذج لإعادة صياغة السياسات المشجعة لمواجهة التحديات البيئية بمنظور جديد، حيث تم تغيير النظرة للمحميات الطبيعية من مكان غير قابل للمس إلى أماكن يمكن التمتع بها وممارسة الأنشطة المختلفة بطريقة مستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية، وتم إتاحة الفرصة للقطاع الخاص لممارسة الأنشطة المختلفة فيها، وإشراك المجتمعات المحلية بها، من خلال إتاحة الفرصة لعدد ١١ قبيلة من السكان المحليين والذين يعيشون بالمحميات لعرض قصصهم مع الطبيعة وتراثهم وموروثاتهم الثقافية.
كما لفتت وزيرة البيئة إلى البيانات العلمية والأدوات الرقمية كآليات لمواجهة التحديات البيئية والربط بينها، وآلية للوصول إلى الحلول المختلفة مثل حلول التكيف مع آثار تغير المناخ والأمن الغذائي وصون التنوع البيولوجي ومكافحة تدهور الأراضي، ومن هنا تأتي أهمية أنظمة الانذار المبكر للاستفادة من المعلومات العلمية وحماية الاستثمار، مشيرة إلى مبادرة مواجهة آثار تغير المناخ على الموارد المائية AWARE والتى تم اطلاقها في مؤتمر المناخ COP27، و تنظر في ارتفاع منسوب سطح البحر وأنظمة الانذار المبكر، إلى جانب الاستفادة من تجارب وخبرات المجتمعات المحلية، مثل الخروج بالحلول القائمة على الطبيعة لصون التنوع البيولوجي.
وشددت وزيرة البيئة على أن صياغة السياسات اللازمة لمواجهة التحديات البيئية يستلزم دعم كبير من القيادة السياسية للدول والتزام سياسي بها، مسترشدة بالنموذج المصري في اهتمام القيادة السياسية بتنفيذ سياسات جديدة أدت للعديد من الثمار الهامة، كاستراتيجيات التحول الأخضر والمناخ وحماية الطبيعة، واشراك الشباب وإصدار معايير الاستدامة البيئية، وإطلاق المبادرات المختلفة، بما يساعد مصر على الوصول لتحول حقيقي يضع في اعتباره البيئة والمناخ.
ويعد هذا الحوار مكملاً لحوارين القيادة الآخرين، بشأن الإدارة البيئية في تحقيق التآزر والتماسك للجهود المتعددة الأطراف، والآخر بشأن التمويل وإطلاق العنان لإمكانات الاستثمار نحو العمل الفعال.
يأتي هذا ضمن مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد فى أعمال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، والتي تنعقد تحت شعار “إجراءات متعددة الأطراف فعالة وشاملة ومستدامة لمعالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث”، بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص بمقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، كينيا.
المصدر : أ ش أ