منذ وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة عام 2001، مستهدفة برجي مركز التجارة العالمي ومقر البنتاجون، ظلت تلك الأحداث الدامية حاضرة في سجالات الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت لاحقا.
وطالما لعب المرشحون على أوتار السياسة الخارجية في حملاتهم الانتخابية، عند فتح ملف تلك الهجمات التي قتل خلالها نحو 3 آلاف شخص، لكن ملف الهجرة إلى الولايات المتحدة بدأ مؤخرا يزاحم أجندة المتنافسين عند مناقشة “مكافحة الإرهاب”.
والسباق الانتخابي الساخن بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، ليس استثناء من تلك القاعدة، بل إن استغلال كلا الخصمين لهجمات سبتمبر في الدفاع عن خططه أو الهجوم على الآخر تبدو في أوضح صورها.
كما أن معظم الملفات التي يسلط المرشحان الضوء عليها، مثل الحرب على الإرهاب أو الأمن المعلوماتي أو إرسال قوات أميركية للخارج أو قضية الهجرة، يراها محللون تبعات لتأثير الهجمات التي كشفت أن الولايات المتحدة ليست هدفا مستعصيا على الإرهاب.
وفوق ذلك، فإن المخاوف من هجمات جديدة وقلق بعض المصوتين من أن بلدهم معرضة للخطر، يؤثر بشكل مباشر على اتجاهات التصويت لدى الأميركيين.
ومع الذكرى رقم 15 لهجمات 11 سبتمبر التي توافق الأحد، اجتر ترامب وكلينتون، وكلاهما من نيويورك حيث مقر مركز التجارة، ذكريات هذا اليوم المأساوي، وتبادل الاثنان الاتهامات بتبني خطاب يفتح الباب أمام المزيد من الهجمات.
ومؤخرا قالت كلينتون إنها “لن تنسى أبدا الرعب الذي عرفته في هذا اليوم”، مشيرة إلى أن “الاستجابات الشجاعة من الناجين وباقي الأميركيين ألهمتها كنائبة من نيويورك ثم كوزيرة للخارجية”.
وأضافت هيلاري: “سأكون قائدة تجمعنا معا على هدف مشترك للحفاظ على شعبنا آمنا وبلدنا قويا”.
وترى كلينتون أن تعليقات ترامب المعادية للإسلام، التي منها اقتراحه بمنع المسلمين مؤقتا من الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة، أضعفت بالفعل مناعة هذا البلد ضد الإرهاب، كما تعتقد أن مثل هذه التعليقات تقوض تحالفات الولايات المتحدة مع بلاد إسلامية تشارك في الحرب الإرهاب.
وهذا الأسبوع قالت هيلاري إن “قادة تنظيم داعش يدعون الله أن يحكم ترامب أميركا. هذا سيعطيهم دوافع إضافية (لشن هجمات)”.
وعلى الجانب الآخر، فخلال الأشهر الماضية وجه ترامب سهام النقد إلى إدارة الرئيس باراك أوباما، بمن فيها وزيرة الخارجية السابقة ومنافسته الحالية، معتبرا أنها فشلت في دعم قدرات الولايات المتحدة الدفاعية.
وتحدث ترامب هذا الأسبوع إلى أنصاره في تامبا بولاية فلوريدا، قائلا إن “أميركيين كثر يشعرون الآن بأمان أقل مما كانوا عليه قبل 11 سبتمبر”، مضيفا: “رغم كل الأموال التي أنفقت، تريليونات الدولارات، يشعر الناس بالأمان أقل مما سبق”.
كما استغل قطب العقارات الملياردير هجمات سبتمبر، للدفاع عن وجهة نظره بأن فتح باب الهجرة أمام اللاجئين، لا سيما من أماكن الصراعات في الشرق الأوسط، يمكن أن يؤدي إلى هجمات على طريقة تلك التي وقعت قبل 15 عاما.
وفي مايو الماضي قال ترامب: “ستكون هناك هجمات لن تصدق. ستكون هناك هجمات ينفذها من يأتي الآن إلى بلدنا”، فيما رأى في هجمات باريس وأورلاندو وسان برناردينو تأكيدا على رؤيته تلك.
كما توجد قضايا أخرى محل خلاف بين كلينتون وترامب، مرتبطة بالأساس من مخاوف استهداف الولايات المتحدة التي تعاظمت بعد هجمات سبتمبر.
ومن هذه القضايا على سبيل المثال معتقل غوانتامو، الذي ترى كلينتون أنه يجب أن يغلق في حين ينوي ترامب الإبقاء عليه، والمفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي، التي تدعمها هيلاري بينما يعارضها منافسها.
المصدر: وكالات