أدان ممثلون عن عدد من الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، صباح الأربعاء، في العاصمة الإيرانية “طهران”.. واعتبروها محاولة لتقويض جهود مصر وقطر وأمريكا في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة وقف إطلاق نار غير مشروط في قطاع غزة.
فمن جانبه، قالت نائبة المراقب الدائم لفلسطين في مجلس الأمن الدولي، فداء عبد الهادي، إن القيادة الفلسطينية تدين بأشد العبارات اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية” من قبل إسرائيل في طهران.
ودعت فداء عبد الهادي – خلال كلمتها أمام جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء، بطلب من إيران؛ لمناقشة تداعيات اغتيال إسماعيل هنية – مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وكل الدول الملتزمة بالقانون والمحبة للسلام إلى التحرك فوراً “لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المروعة ضد الشعب الفلسطيني ومنطقتنا”.
وطالبت بمساءلة إسرائيل عن هذا الاغتيال، “مثلما طالبنا باستمرار بالمساءلة عن القتل المتعمد وإصابة أكثر من 130 ألف طفل وامرأة ورجل فلسطيني، على مدار هذه الأيام الثلاثمائة الماضية من الرعب والجحيم في غزة، والمساءلة عن كل السياسات والممارسات الإجرامية التي تنتهجها إسرائيل في أراضينا على مدى عقود من الزمن”.
وجددت الدعوة للمساءلة عن انتهاكات إسرائيل لسلامة أراضي وسيادة الدول في المنطقة، بما فيها دولة فلسطين، مشددة على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة “ليس بالأقوال فقط، بل بالأفعال أيضاً”، مشيرة إلى أن الفشل في محاسبة إسرائيل “سمح بارتكاب هذه الجرائم ومكنها من الاستمرار في جرائمها وانتهاكاتها في المنطقة.
وأضافت أن إسرائيل انتهكت – بشكل صارخ – كل مبادىء القانون الدولي، كما انتهكت بشكل صارخ المبادئ الأساسىة المتمثلة في سيادة أراضي الدول وهددت السلم والأمن الدوليين.
وقالت المسئولة الفلسطينية إن إسرائيل تشن حربها – بشكل متعمد ومتهور – على الرغم من القرارات التي اعتمدها هذا مجلس الأمن، بالإضافة إلى التدابير التحفظية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، وعلى الرغم من المطالبات العالمية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جانبه، قال مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع إن اغتيال إسرائيل اسماعيل هنية في طهران، يعد “عملا إرهابيا وليس دفاعا عن النفس”، ولا يمكن أن يظل المجتمع الدولي صامتا حيال الأعمال الإسرائيلية التي تمثل خرقا للقانون الدولي وانتهاكا للسيادة الإيرانية.
وأكد ابن جامع – خلال كلمته في مجلس الأمن – أن هذا الاغتيال “محاولة لتقويض جهود مصر وقطر وأمريكا” في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، منددا بشدة وبأقصى العبارات هذا العمل الذي ارتكبته القوة الاسرائيلية القائمة بالاحتلال، داعيا في الوقت ذاته محاسبتها على جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الانسان.
وأشار إلى ما تقوم به اسرائيل باستهداف المدنيين والصحفيين ليس دفاع عن الذات لما تدعي، ولكن هو عدوان عنيف وتحد صارخ للعدالة ويعد أفعال تخريب لكل الجهود التى بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 المتمثل في وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ودعا مندوب الجزائر في مجلس الأمن الدولى – بشكل عاجل – إلى وقف إطلاق نار غير المشروط في قطاع غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي غير الإنساني المفروض على قطاع غزة، مطالبا بمحاسبة القوى القائمة بالاحتلال على ما ارتكبته من جرائم حرب ومن انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان.
واعتبر أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو السبيل الوحيد ومفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، داعيا إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلى الكامل للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن الدولى، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة أن يتصرف المجتمع الدولى بشكل حاسم لإنهاء هذا العنف وبناء سلام مستدام في منطقة الشرق الأوسط.
في حين أدان مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرافاني – الذي طالبت بلاده بعقد الجلسة الطارئة – العمل “الإرهابي” الإسرائيلي باغتيال إسماعيل هنية في طهران، معتبراً أن هذا الهجوم “لم يكن ليحدث دون إذن ودعم استخباراتي من الولايات المتحدة”.
واعتبر المندوب الإيراني – في كلمة أمام مجلس الأمن – أن عملية الاغتيال انتهاك خطير للقانون الدولي، مشيرا إلى أن “إسرائيل كانت تريد تحقيق هدف سياسي لتعطيل عمل حكومة إيران الجديدة”.
وأدان ممثل العراق في مجلس الأمن الدولي، عباس كاظم عبيد، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وسوريا وإيران وأسلوب الاغتيالات.
وقال عبيد – خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الليلة – “خلال عقود؛ عمل المجتمع الدولي – عبر جميع المسارات الدبلوماسية والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة – على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي ووضع حد لانتهاكاته وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني، الا أنه – وبكل أسف – يتجاهل هذا الكيان الغاصب ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي والإنساني دون رادع او محاسبة، بل يجد ذرائع باطلة تدافع عن هذه الجرائم”.
وكرر ممثل العراق – في كلمته – تحذير بلاده من خطر التصعيد وتوسعة ساحة الحرب وامتداداتها وانعكاساتها على السلم والأمن الاقليمي والدولي؛ والذي سيزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويديم حالة التوتر فيها، منبها إلى خطورة إشعال فتيل الأزمات وتوسعة الصراع؛ ما سيدفع إلى تداعيات خطيرة في المنطقة؛ يصعب السيطرة عليها.
من جهته، قال نائب المندوبة الأمريكية في جلسة مجلس الأمن روبرت وود، إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وقطر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. واستبعد “وود” أن تكون الحرب الواسعة “وشيكة”.
وشدد على التزام الولايات المتحدة بتنفيذ حل دبلوماسي لإحلال الهدوء على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، وجدد نفي واشنطن تورطها في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
فيما اعتبر مندوب لبنان في مجلس الأمن أن الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة تصعيد خطير، مجددا إدانة لبنان اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية “طهران”.
بينما قالت باربرا ودورد، مندوب المملكة المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن، إن حلقة العنف المفرغة في الشرق الأوسط لا تصب في مصلحة أحد.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أش أ)