تشهد العاصمة الأوكرانية كييف هدوءا حذرا، وصفه موقع صوت إذاعة ألمانيا “دويتش فيله”، اليوم الجمعة، بـ”الهدوء الذى يسبق العاصفة”، وذلك قبل بدء محادثات بين المعارضة والحكومة.
وذكر “دويتش فيله” أن المرحلة المقبلة ربما تشهد تقديم بعض التنازلات، خاصة بعدما تورط البرلمان فى الأزمة السياسية الحالية، حيث دعا الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش، أمس الخميس، البرلمان لعقد جلسة اسثنائية عاجلة الأسبوع الحالى، لبحث سبل حل الأزمة، وذلك بعد اجتماع جمع الرئيس بثلاثة من قادة المعارضة، وفقا لموقع الرئاسة الأوكرانية.
غير أن “دويتش فيله” أشارت إلى أن يانوكوفيتش لم يقدم حتى الآن أى تنازلات للمعارضة، وفى المقابل أصدر قوانين قمعية من شأنها أن تؤجج المواجهات بين قوات الشرطة التى تتخذ العنف منهجا واضحا للتعامل مع المتظاهرين، لافتة إلى أن “يانوكوفيتش” لم يكتف بذلك بل ودفع أمس بمزيد من التعزيزات شملت مدرعات جيش وانتشارا واسعا لعناصر الشرطة، بينما تجرى تعبئة غير عادية لأقنعة الغاز، معتبرة أن ذلك ربما يكون إشارة على إعداد الشرطة لـ”موجة جديدة من العنف”.
وفى الوقت نفسه، أعرب قائد المعارضة فى البرلمان أرسينى ياتسينيوك، النائب عن حزب “أرض الأباء”، عن استعداده “للموت برصاصة فى الجبهة”، داعيا المتظاهرين للتحلى بالصبر.
وأغلقت قوات الشرطة الأوكرانية كافة المداخل المؤدية لمكتب الرئاسة والبرلمان والمبانى الحكومية فى العاصمة كييف، وأعلنت حالة التأهب، فيما يحتشد آلاف المتظاهرين قرب ميدان “الاستقلال” على بعد بضعة كيلومترات من المبانى الحكومية.
ونقل “دويتش فيله” عن أنصار الرئيس قولهم “إن يانوكوفيتش لا ينبغى أن يخاف”، بينما يهتف أحدهم وسط ميدان مارينسكاى للحشد بمظاهرات مضادة للمعارضة التى يعتبرها أنصار يانوكوفيتش “متطرفة وإرهابية”.
وعلى بعد 328 قدما من مبنى البرلمان، انخرط اثنان من رجال الشرطة فى حوار مع بعض المعارضين، الأمر الذى اعتبره “دويتش فيله” “دليل” على انقسام الشرطة، كما أن ليس كل رجال الشرطة مؤيدين للرئيس.
المصدر : ( DW )