انتهت اجتماعات اللجنة الوطنية للخبراء بين مصر والسودان وإثيوبيا من أعمالها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأحد، بعد زيارة تفقدية لموقع سد النهضة، في ولاية بينشيقول على الحدود الإثيوبية السودانية.
وأكدت مصادر مشاركة في الاجتماعات أنه تم إنجاز العديد من نقاط الاتفاق، تتعلق بشكل أساسي بعمل اللجنة الوطنية، والشروط المرجعية التي تنظم آليات العمل، واتخاذ القرارات، بينما تم الاتفاق على تسمية المكتب الاستشاري الدولي، الذي سيختص بإجراء الدراسة الأولى والمتعلقة بتأثير السد على معدلات تدفق المياه من خلال نماذج رياضية.
وتسلم وفد الخبراء المصري، برئاسة وزير الموارد المائية والري حسام مغازي، من الجانب الإثيوبي عددًا من الدراسات المهمة الخاصة بسد النهضة، والتي يتم إطلاع الحكومة المصرية عليها للمرة الأولى، وتضمنت دراسة عن السد المساعد، الملحق بسد النهضة، والتي تبين التصميمات الخاصة بالأمان، لبيان مدى قدرته على رفع مستويات التخزين من 14 مليار متر مكعب من المياه إلى 74 مليار متر مكعب.
وكانت هذه الدراسة على رأس التوصيات للجنة الخبراء الدولية السابقة لتقييم مخاطر سد النهضة، لوجود تخوفات من قدرة وأمان السد المساعد، والتي تشكل خطورة تهدد بإمكانية انهيار سد النهضة بأكمله.
وقال الوزير حسام مغازي، في تصريحات صحفية من أديس أبابا، اليوم إن الخبراء المصريين في اللجنة حصلوا على دراسات جديدة لم تعلن عنها إثيوبيا من قبل بخصوص سد النهضة، لكنه لم يوضح نتائج أو طبيعة هذه الدراسات.
وأضاف مغازي، أنه تم الاتفاق على 20 بندًا خاصة بآليات عمل اللجنة الوطنية، منها اختيار المكتب الاستشاري العالمي، الذي سيتولى تنفيذ الدراسات المطلوبة لمعرفة الآثار السلبية بسد النهضة على مصر والسودان.
وأكد وزير الري أن الاجتماع الأول للجنة الوطنية تم في أجواء إيجابية، وبها مرونة من جميع الأطراف، لإنجاز عمل اللجنة خلال الفترة المقررة وهي 6 أشهر، حسب ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات الخرطوم الشهر الماضي، مضيفًا أن “هذه الجولة كانت شاقة جدًّا إلا أن هذه هي طبيعة أي مفاوضات تجمع عدة أطراف”، مؤكدًا رغبة مصر وجديتها في التوصل إلى حلول ترضي مختلف الأطراف وتحقق المنفعة مع الحرص على عدم إلحاق أضرار بأي طرف.
من جهته، قال رئيس الوفد الإثيوبي المشارك في اللجنة الوطنية، جيديون أصفاو إن الجانب الإثيوبي يسعى في أن يكون عمل اللجنة متماشيًا مع الإجراءات والمواصفات الدولية، مؤكدًا التزام الخبراء الإثيوبيين بالوصول إلى دراسات دقيقة وذات مصداقية، وفقًا لما أوصى به التقرير النهائي للجنة الدولية.
وأضاف أصفاو، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية، “والتا إنفو”، أن بلاده مستعدة لإسراع العمل في اللجنة الفنية الوطنية، لافتًا إلى أنه تمت مناقشة قضية وآلية اختيار الإطار الدولي الذي سيتم من خلالها إجراء الدراستين المتبقيتين.
بينما أكد رئيس الوفد الفني السوداني سيف الدين حمد، أن البنود والاتفاقيات الفنية التي نوقشت في اجتماعات اللجنة الوطنية، لم تكن الأصعب، لكن هناك روح من التوافق لحل الخلافات الفنية في إطار من الود.
كانت اللجنة الوطنية الثلاثية قد بدأت اجتماعاتها، أمس، بعد مرور شهر من مفاوضات الخرطوم، بين وزراء المياه المصري والإثيوبي والسوداني، وتم الاتفاق على خارطة طريق لمدة ستة أشهر تنتهي في أول مارس المقبل، لتنفيذ التوصيات الخاصة بتقرير اللجنة الدولية حول تأثيرات سد النهضة، من خلال لجنة فنية وطنية، تضم 4 خبراء من كل دولة.
المصدر: الوكالات